مع انتهاء معركة الانتخابات البرلمانية في الكويت طُويت صفحة من صفحات الصراع السياسي الكويتي، كان أبرز ملامحها نزول الكويتيين للشارع هاتفين بسقوط رئيس وزراء من الشيوخ ومطالبين برحيله وحكومته إلى غير رجعة.
وقد تمخضت هذه الانتخابات عن نتائج كان الكثير منها مفاجئاً لأغلبية المراقبين، ناهيك عن رجل الشارع العادي، وقد كان للدائرة الأولى نصيب من تلك المفاجآت التي يتوجب أن نستل منها الدروس العديدة والعبر المفيدة، ويأتي في مقدمتها:
1- تجذّر الصراع بين السنة والشيعة: الذي ترجمته حالة الاصطفاف الطائفي؛ بحيث نظم كل مذهب صفوفه، فكان للسنة السبق وإسقاط الدكتورة معصومة المبارك التي عُرف أنها فازت بأصوات السنة قبل الشيعة فوقع عكس ذلك في 2-2 حين حصلت على نصف أصواتها (خسرت قرابة 7000 صوت) متدحرجةً من المركز الأول للمركز ال11 .
الدكتور حسن جوهر كان أيضاً ضحية لهذه الصراعات، ورغم أنه من الشيعة إلا أن طائفته هي من أسقطته من منطلق مذهبي، فقد علت أصوات رجال الدين الشيعة ورموزهم للمطالبة بحجب الأصوات عنه بحجة مخالفته للتوجه (السياسي) للطائفة!
2- ترسخ مصطلحَي القبائل والحضر: فانتفاضة الحضر وَهَبَتهم 4 مقاعد بعد أن كان لهم مقعد 1 فقط في 2009 ، وأدت هذه الانتفاضة لإزاحة قبيلة العوازم عن عرشها فلم تجني شيئاً بعد أن كان لهم مقعدان تلطخا بفضيحة (القبيضة) وهو السبب الأول لخسارتهما وتأتي بعده عدة أسباب منها انعدام تنسيقهم مع الحضر وانعدام تنسيق مرشحيهم فيما بينهم.
3- هزيمة نكراء للتيار الليبرالي: تحققت هذه الهزيمة في مختلف دوائر الكويت، لكن آثارها في الدائرة الأولى كانت بارزة، فجميع ممثلي أفرع التيار الليبرالي سقطوا كالرومي والعبيد والوسمي والشريعان، وأبرز سببين لهذا السقوط يتمثلان بقوة التوجه المحافظ لأهل الدائرة ونقمة الشارع الكويتي من المواقف السياسية لأغلب الليبراليين بالمجلس السابق .
4- انتصار التيار الديني : فهذا التيار حجز 9 من المقاعد التي جنى منها الإسلاميون السنة 3 بعد أن لم يكن لهم شيء في 2009 ، فيما يتبنى كل الفائزين الشيعة خطاباً مذهبياً يطرحه 4 ممثلين لتيارات دينية و2 يشتهران بتصديهما لقضايا الشيعة على المستويين المحلي والدولي.
5- فوز قوائم الدواوين : حيث أن دواوين الدائرة الأولى –بالذات الحضر السنة- اجتمعت وقررت دعم من 4 إلى 6 أسماء مقبولة لدى شرائح كبيرة من سكان الدائرة بحيث تتلاشى مشكلة تشتيت الأصوات ويتحقق التركيز، وهو ما أثمر عن فوز أبرز تلك القوائم ووصول 4 من ال6 المدعومين من قبل هذه الدواوين .
6- نجاح إتحاد السلف وحدس: فمرشح التجمع السلفي الدكتور الكندري ومرشح الحركة الدستورية الإسلامية المحامي الشاهين أعلنا اتحادهما بمباركة رموز التيارين كالشيخين المهلهل والمسباح ، وقد حقق هذا الإتحاد نتيجة مبهرة تمثلت بحجز المركزين الثالث والرابع هو ما يؤكد الرغبة الشعبية في تحالف التيارات الإسلامية وتجاوز خلافاتها .
عبدالله الأعمش
أضف تعليق