كتاب سبر

سأحلم بمجلس مقبل…!

المواطن الكويتي أصبح في الآونة الأخيرة مثلا يضرب لسرعة النسيان، وسيلحق التاريخ نسيانه بمواعيد عرقوب وفصاحة سحبان وفهاهة باقل وجزاء سنمار؛ فالمواطن الكويتي – الا من رحم الله – طيب بشكل مفرط قد يؤدي الى السذاجة في أحيان كثيرة، فعندما ترى إنصات الناخبين إلى النواب السابقين والمرشحين الحاليين يخيل إليك أنهم يستمعون إلى أفكارهم وبرامجهم الانتخابية للمرة الأولى، والغريب أن بعض المرشحين عمره النيابي يربو على ربع قرن!
فتعاطي الناخبين مع المرشحين جعلنا نتشاءم مسبقًا من المجلس المقبل، لاسيما ومعطيات الشارع السياسي اليوم سيئة جدًا وتدل على أن الكويت مقدمة على نفق مظلم، ولا يعلم متى ستخرج منه إلا الله جل وعلا، ولكن هذا لا يمنعنا من أن نحلم، فالحلم هو الشيء الوحيد الذي بقي محافظًا على جماله في وطن أصبح كل ما فيه مؤلمًا!
فلو قدر لي أن أستطيع اختيار الحلم الذي أريده! سأحلم بمجلس مقبل ينتشل البلاد من حفرة الوحل التي لوثت البلاد من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه إلى انهار التنمية والتقدم، وسأحلم بمجلس مقبل يقدم المواطن من الصفوف الأخيرة ويجعله في الصف الأول من الأولويات، وسأحلم بمجلس مقبل يجعل قضايا التعليم والصحة على رأس أعماله، وسأحلم بمجلس مقبل بعيد عن الشخصانية في التعاطي مع القضايا ويجعل مرضاة الله ومصلحة البلاد نصب عينيه، وسأحلم بمجلس مقبل يعيد للكويت مكانتها الدولية وريادتها المفقودة، وسأحلم بمجلس مقبل يقضي على الواسطة والمحسوبية ويساهم في تعزيز العدالة وتكافؤ الفرص، وسأحلم بمجلس مقبل ينهي البطالة الحقيقية ويعالج البطالة المقنعة! وسأحلم بمجلس مقبل يحارب الفساد بوضع الحلول لا بالصراخ فقط! وسأحلم بمجلس مقبل يعيد للمواطن كرامته المنتهكة وسأحلم بمجلس مقبل يصنع حكومة تحارب شتى أنواع الفساد وسأحلم وسأحلم وسأحلم… إلى أن أموت أو يتحقق الحلم.
أبو الجوهرة
عبدالكريم دوخي المنيعي
a_do5y @