آراؤهم

غوغائية المعارضة الكويتية

قالوا: فينا الندوة، (يقصد دار الندوة بمثابة مجلس الشورى اليوم).
قلنا:نعم.
قالوا: فينا اللواء، (لواء الحرب بمثابة وزارة الدفاع اليوم).
قلنا: نعم.
قالوا: فينا السقاية، (سقاية الحجاج و زوار البيت).
قلنا: نعم. 
ثم أطعموا فأطعمنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاكَّت الركب وكنا كفرسي رهان (يعني تساوينا في الحسب والمكانة) قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء؛ فمن أين نأتي بهذه؟ لا والله! لا نؤمن به ولا نصدقه أبداً.
عائلتان كانتا تتنافسان في قريش لخدمة الحجاج هما بنو أمية وبنو هاشم. 
لكن هي الغيرة القاتلة التي أعمت الحقيقة عن قلوبهم، وهي صدق رسالة محمد صلي الله عليه وسلم. 
                                                                         ……………….
كان وجود مجلس الأمة في الكويت سبب مباشر في وجود ما يسمي معارضة كويتية وهذا أمر طبيعي في كل دولة يوجد فيها برلمان، والسبب هو إعطاء عضو مجلس الأمة الحق في محاسبة أداء الحكومة، وبسبب وجود هذه المعارضة الكويتية واعتراضها على الكثير من القوانين التي قدمت من الحكومة وتعطيل الكثير منها واستجواب الوزراء سبب لتمعض الحكومة الكويتية، وتمللها من هذه المعارضة مما أدى إلى حل مجلس الأمة الكويتي مرات عديدة وتعليق الدستور لسنوات مما سبب حدوث أزمات بالبلد؛ والسبب رفض المعارضة الكويتية تفرد الحكومة الكويتية بالقرارات. 
وقد حدثت أزمة في أواخر الثمانينيات، وقد عرفت بدواوين الإثنين، وكانت تطالب بعودة مجلس الأمة، وكان قادة هذه المعارضة، وهم الأغلبية هم من المناطق الداخلية (الحضر) حيث كان معظم سكان المناطق الخارجية (البدو) من أعضاء مجلس الأمة أو الكويتيين موالين للحكومة الكويتية، ولا مانع لديهم من قيام الحكومة بأي إجراء تراه الحكومه مناسبًا. 
وكان الأمر طبيعيًا؛ حيث لم يكن هناك تصنيف للمعارضة الكويتية، أي معارضة وبس لم تكن معارضة خارجية أو داخلية. 
وبعد التحرير، وبالضبط في منتصف التسعينيات انقلبت هذه الكفة وأصبح معظم نواب المجلس من المناطق الخارجية هم من المعارضين، بل وانضم إليهم معارضون من جميع أطياف المجتمع، مما سبب للحكومة إزعاجًا؛ بسبب توافق رؤاهم وأطروحاتهم، فقررت الحكومة الكويتية تحطيم هذه المعارضة، فبدأت حرب تفريق المجتمع الكويتي عن طريق الإعلام ونجح في تفريق وتشتيت هذه المعارضة، ولكن سببت هذه الحركه آثارًا جانبية تمثلت في حدوث جرح كبير وغائر في اللحمة الوطنية تمثل في تصنيف المجتمع الكويتي إلي كويتي أصلي وكويتي بالتجنيس وخرجت أسماء ومصطلحات لم تعهدها الكويت من قبل كطراثيث ومزدوج وداخل السور وخارج السور. 
فثارت المعارضة الخارجية، وبدأت حملة الدفاع المستميتة عن نفسها ولم تهدأ، فحصل ما حصل بالكويت. عندها وقف أعضاء مجلس الأمة للهجوم على المعارضة الخارجية، واتهامها بتهم كغوغائيين وهمج وانقلابيين ولا أعرف السبب، هل هو فعلاً مصلحة الكويت أم هي الغيرة؟ 
عندما قامت المعارضة الداخلية، كان التبرير هو معارضة ومصلحة وطنية وإصلاح وتنمية، أما عندما انتقلت إلى المناطق الخارجية، أصبحت هي فوضي وغوغائية وهمجية وتخريب، كما هو حادث اليوم. 
لم تجتمع دواوين الكويت لمسائل تهم البلد كسب حكام دول الخليج، وسب أم المؤمنين وعمر بن الخطاب. 
كسر باب مجلس الأمة، فاجتمعت الدواوين في حين أن باب الكويت كسر وشكك بولاء الكويتيين، ولم تتحرك دواوين الكويت؟
اقتحم مجلس الأمة، فاجتمعت الدواوين، ولما اقتحمت أعراض الناس وأسرارهم لم تنبس ببنت كلمة؟ سُبت قبيلة منها رجال ماتوا في سبيل الكويت ودواوين الكويت يعرفونهم تمام المعرفة، وفوق ذلك كله لم تنبس ببنت شفة. تحرق خيمة يعني غوغائية ويحرق بلدًا يعني ديموقراطية. هل تعرفون أن قبائل الكويت قدمت شهداء وضحايا على مر العقود في حين أن دواوين الكويت لم يمت لهم أحد. 
يا أهل الكويت، الغوغائية ليست فقط بالأفعال، إنما هي كلام وسكوت عن الحق وتقييم الناس وتوزيع صكوك المواطنة. 
قالوا: “بنو أمية من أين نأتي بنبي”
وقال أهل الكويت: “من أين نأتي بمعارضة”. 
ودمتم
بوعبدالله مطر فالح المصيريع
تويتر aboabduallh