عبيد الوسمي.. كافر

يفهم كثير من الناس حرية الرأي والتعبير على أنها حق أصيل كفله الدستور ويدخل من ضمنها الشتم والسب تحت مظلة هذا النص الدستوري، ولهذا نرى أن كل من يخرج علينا بالإرادة لابد أن (ينبح) بشتائمه التي تعبر عن طائفية لكسب قلوب بني جلدته ويعقد حاجبه ويلوي (حنجه) ويبدأ بالصراخ، وعندما يعترض على خطابه أحد يبرر ذلك بأنه من باب حرية التعبير ولايجوز قمع الآراء؟

تجسيداً للمشهد هو خطابات خالد الشطي، التي لاتخلو من النفس الطائفي وتحقير الآخرين والتطاول على الرموز الوطنية كلما أخذ الفرصة، وأنا أجزم بأنه يفكر بحواجبه لا بعقله؛ لأن لو كان له عقل لما امتهن تلك الخطابات في كل مرة يتحدث فيها مكتفياً بذكر الأحداث دون وضع الحلول!

ومرورا بالوجه الآخر للعملة الطائفية، وهو النائب المغوار عبدالحميد دشتي الذي يتحدث بذات الأسلوب وبنفس النهج الذي امتهنه الشطي، ولكن زيادة على ذلك نرى أن (سوبر ماريو) يتطاول على رموز الخليج، وعلى أشقائنا ضارباً بعرض الحائط مصيرنا الواحد ووحدتنا الخليجية، فهو يثور غضباً كلما تذكر الكونفدرالية الخليجية، التي نطالب بها، وأكاد أجزم أنه لن يرفضها لو كانت مع إيران، فهو لا هم له سوى تصوير مظلومية الفئة التخريبية بالبحرين ومناصرة النظام في سوريا، وأنا لا أعلم إن كان يستبيح قتل الأطفال في سوريا واغتصاب النساء ونحر الرجال؛ لأن موقفه يعبر عن فرحته وفخره بما يفعله النظام الحاكم في سوريا وأعتقد أنها أوامر (العديل) والمعزب.

عبيد الوسمي دكتور أكاديمي وعقله عبارة عن مكتبة قانونية متنقلة، ولكنه مرتد وكافر في نظرهم؛ لأنه لايستخدم العبارات الطائفية، ولا يرد عليهم بذات الأسلوب؛ فالرجل يستخدم عقليته القانونية، التي تجعلهم بجانبه صفر على الشمال، ولأنهم يعلمون عجزهم أمامه فيذهبون للضرب على وتر المعتقد الديني والوحدة الوطنية، وأخيراً الكويتي الأصلي والكويتي (الطرثوث).

إن كانوا يظنون أن ما يفعلوه هو حرية للرأي والتعبير فهم مخطئون؛ لأن حرية الرأي ليست مطلقة، بل مقيدة؛ بحيث إن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، فلا يجوز أن أتعدى على شخوص الآخرين وأهاجم ذواتهم وإدرجها تحت ذاك النص؟

كما أنها مقيدة بألا تخالف النظام العام والآداب، وبالتالي ساحة الإرادة ليست لشتم رموز الخليج وحكامه كما تريدون ولانسمح بذلك ولن نرضى بأن تكون ساحة الإرادة لفاقدي الارادة ويتحركون بأمر المعزب الذي يوزع عليهم صكوك الغفران.

فالرأي هو قناعتك الذاتية، والذي تبيه على أسس صحيحة والنقد هو إبراز محاسن الشيء ومساوئه ووضع حل لذلك، فلا يجوز أن أشتم الآخرين وأحقرهم وأحط من قدرهم. هذا هو لب الموضوع، فلا تدمروا عقول شبابنا بخطاباتكم النتنة وامتهانكم لأسلوب نشاز يضرب بصلب وحدتنا الوطنية.

وأنا أستغرب وأتساءل.. لماذا لايتحدث أبو حواجب بأسلوب هادئ وينقل لنا الحدث والصورة وقناعته دون العودة والتمجيد وجر الموضوع وتكييفه على أنه وصي على الشيعة؟ لانه يعلم انه ضعيف ويريد تصوير نزاعه على انه قضية مذهبية؛ ليهبوا للدفاع عنه ولذلك نكرر ماقلناه سابقاً.. لاتجعلوا السفهاء فينا يقودون الكفة فلا المليفي ولا الشطي يمثلون الحكمة ولم نزكيهم لقيادة الصف فاحذروا صراعاتهم ونطالب وزير الداخلية بتطبيق القانون على كل من يمس أو يتطاول على أشقائنا بالخليج وحكامنا الذين نحبهم ونقدرهم ولا تجعلونا نسقط من عينهم أكثر.