آراؤهم

“الرزقُ مقدرٌ معْلوم”

إن من المبادئ المُسلّم بها أنَ الله هو الرزاق الكريم، والرزق بيده سبحانه فهو الرزاق ذو القوة المتين والرزق مكتوب وسوف يأتي لصاحبه بأمر الله أينما كان وحُيْثما كان، ويجب أن يعلم الناس أن أرزاقنا في السماء مكتوبة وعند رب العباد مكفولة؛ فهو سبحانه يرزق المسلم والكافر، وإن الله يقسم الرزق بين الناس بعلمه وحكمته، فلا علاقة له بالحسب أو النسب ولا بالعقل ولا بالذكاء ولا بالوجاهة أو المكانة، ولا من “داخل السور أو خارجه” ولا بالطاعة أو المعصية ولا باللون ولا بالشكل ولا بالواسطة، بل العزيز القدير سبحانه يُوزع الرزق على من يشاء لحكمة هو يعلمها، فله الشكر على ما أعطي وما منع. قال تعالي: “أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ” الملك 21
وعلي المسلم أن يؤمن بأن لو اجتمع كل من في الأرض والسماء والأنس والجن وكل مخلوقات الله، وأرادوا أن يمنعوا رزقًا قدرهُ الله لك فما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وإن أرادوا أن يَرزقُونك شيئًا ولو بسيطا ما لم يكن من تقدير الله لعجزوا عن ذلك.
يجب أن يستخدم رزق الله بطاعته لا بمعصيته وأن يتعبد بها الله ويتقرب إليه بالنفقة والصدقة وإطعام الطعام والوقف والزكاة. 
ومن أعظم الأرزاق هو أن يرزقنا الله وإياكم الجنة وأفُضلها رزق القلب والإيمان والقناعة والإسلام ولله الحمد والشكر علي رزقه.
ومن استعجل الرزقَ بالحرام مُنِع الحلالَ؛ رُوِي عن الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه دخل مسجد الكوفة فأعطى غلامًا دابته حتى يصلي، فلما فرغ من صلاته أخرج دينارًا ليعطيه الغلام، فوجده قد أخذ خطام الدابة وانصرف، فأرسل رجلا ليشتري له خطامًا بدينار، فاشترى له الخطام، ثم أتى فلما رآه علي رضي الله عنه، قال سبحان الله! إنه خطام دابتي، فقال الرجل: اشتريته من غلام بدينار، فقال علي رضي الله عنه: سبحان الله! أردت أن أعطه إياه حلالا، فأبى إلا أن يأخذه حراما!
ومن أسباب جلب الرزق ومفاتحه أولا التوّكل علي الله في كل شيء وعبادته والإخلاص له بالدعاء، ومن أهم الأشياء التي تجلب الرزق هي صلة الرحم؛ فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “من سره أن يعظم الله رزقه وأن يمدُ في أجله فَلْيصل رحمه” رواه أحمد. 
وأخيرًا، علينا الإيمان الكامل بأن الرزق ليس بيد البشر ولا المسؤولين ولا المتنفذين فالرازق هو الله وعلينا أن نلجأ إليه ونرجوه ونسأله هو وحده سبحانه وهو الموفق والمستعان.
            
يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام:
عليك بتقوى الله إن كنت غافلا
يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر و الله رازقا
فقد رزق الطير و الحوت في البحر
ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة
ما أكل العصفور شيئا مع النسر

          دالي محمد الخمسان
Dali-alkhumsan@hotmail.com     
        Twitter@bnder22