عربي وعالمي

الشعب يرفض المعونة وتهديدات بنقض معاهدة السلام مع إسرائيل
مصر تضع واشنطن بين شقي الرحى

رغم ما تشهده الساحة المصرية من تدهور في الحالة الاقتصادية، وفي الوقت الذي تعد فيه مصر في أشد الحاجة إلى المعونة الأمريكية، لم تتوقع الإدارة الأمريكية أن المصريين سيضعونها بين شقي الرحى، ليتركوا لها خيارات قاسية، هي الأولى من نوعها منذ 30 عامًا؛ إذ هدد الإخوان المسلمون بإبطال معاهدة السلام، بعد التنازل عن المعونة الأمريكية، ومن ثم يعيش الاحتلال الإسرائيلي حالة من الذعر في ظل الغضب المصري، فضلا عن تصعيد العداء مع الإدارة الأمريكية بعد القبض على عدد من الأمريكيين كانوا في مهمة لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى في مصر، وتقديمهم للمحاكمة وعدم الالتفات للضغوطات الأمريكية.
 صحيفة “واشنطن بوست قالت في هذا السياق: إن إلقاء جماعة الإخوان المسلمين بثقلها وراء الحكومة المدعومة من الجيش في البلاد في نزاعها المتصاعد مع الولايات المتحدة حول محاكمة الأمريكيين،دفع البعض للتأكيد أن الحكومة سوف تستمر في محاكمتهم للنهاية وأن الأمر أصبح كرامة وطنية يجب أن يحافظ عليها، وكذلك حتى يعطوا درسا لواشنطن حتى تكف عن تدخلاتها وتوقن بنهاية عصر مبارك التي كانت فيه السيد المطاع”.
كما حذرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية من أن التوتر الحاصل في العلاقات المصرية الأمريكية حاليا والذي يعتبر الأول منذ 30 عاما، ليس إلا البداية فقط، فمؤشر العداء للولايات المتحدة مرتفع جدا في مصر الجديدة، فأغلب المصريين بعد الثورة لم يعودوا يرغبون في المعونة التي يرونها تقلل من سيادتهم وقراراتهم المصيرية، خاصة في ظل حكم العسكر والإسلاميين الذين ينظرون بعين الشك لواشنطن، الأمر الذي ينذر بأن الأزمة المقبلة بين البلدين ليست بعيدة.
وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذين ينتظر 16 مواطنا أمريكيا المحاكمة في مصر، كان هناك في واشنطن لأول مرة منذ أكثر من 30 عاما نقاش جدي حول قطع المعونة التي تبلغ 1.3 مليار دولار، فيما كان هناك أكثر من 70% من المصريين، وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة “غالوب” مؤخرا، لم يعودوا يرغبون في تلك المعونة.
وزعمت الصحيفة أنه بعد الثورة افتعلت عمدا أزمة بين البلدين، وكانت الحملة التي شنت على المنظمات التي تمولها أمريكا هو مجرد سبب من أسباب مشكلة أكبر وأكثر جدية، فجميع القوى السياسية الرئيسية في مصر الجديدة يحتضنون السياسة الشعبية المعادية للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الأجواء الجديدة في مصر تترك إدارة أوباما والكونجرس مع بعض الخيارات القاسية، فقد أصبحت واشنطن بين شقي الرحى فإما أن تقطع المساعدات وبالتالي تعريض معاهدة كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل التي أحد بنودها تلك المعونة ،أو الاستمرار في تمويل دولة معادية على نحو متزايد، وغير مستقرة على أمل أن تترسخ الديمقراطية.