آراؤهم

“صفعة” الديوان و”مصافحة” المصان

كل منا تابع الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة وكل ماجرى فيها من تصويت على المناصب واللجان والتزكية. ولاشك أن الحدث الأبرز في هذه الجلسة كان عدم مصافحة القلاف للأمير حفظه الله ورعاه بعد الخطاب الأميري، الذي جرت العادة و(البروتوكول) أن يسلم عليه كل النواب والوزراء؛ احتراماً وتقديراً لشخصه الكريم، فهو رمز البلد وذاته مصانة لا تمس ولايُساءل جنائياً ولاسياسياً كما نص الدستور
فبماذا نفسر عدم مصافحة القلاف للأمير ورفضه للسلام عليه!
إذا كان غاضبًا ومحتجًا على حل البرلمان السابق فهذا هو د.عبيد الوسمي سُحل وضرب وسجن وظلم ومع ذلك صافح الأمير ولم يتعنت، وإذا كان القلاف (زعلان) لأن الديوان الأميري وجه له صفعة عندما قال إن الشيخ ناصر المحمد سيعود بمنصب أكبر من رئيس الوزراء، فهذا أبسط شيء يناله؛ لأنه تدخل باختصاصات دستورية وصلاحيات أميرية وسيادية، ولايحق لأحد أن يتدخل و”يتليقف” فيها، لأنه لايوجد أكبر من منصب رئيس الوزراء إلا ولي العهد ورأس الحكم ومن هو القلاف ليوزع المناصب السيادية بالدولة؟
أياً كانت المبررات والأسباب، فلاشك أن ما قام به القلاف “قلة أدب” وهذا يتفق عليه كل الشعب الكويتي وأتمنى ألا يتم تكييف الانتقاد على أنه انتقاد للشيعة، فنحن لا نرضى بذلك، ولكن هناك نائب يمثل الشعب لم يصافح أميرنا الذي نحبه ونقدره وأياً كان أصله ومذهبه، فهو محل انتقاد ورفض قاطع من جميع أطياف المجتمع.
وإن كان هناك من يقارن ما فعله القلاف بما فعله من قبله السعدون والبراك والمسلم والطبطبائي وعدم مصافحتهم للشيخ ناصر المحمد أثناء وجوده رئيساً للوزراء، فنحن نقول الوضع مختلف:
أولاً: لأن المحمد هو يمارس السلطات بنفسه ومسؤول عن إدارة البلد داخلياً وخارجياً والاختلاف بينه وبين كتلة المعارضة اختلاف جذري ورفض للتعاون ووسائل الإعلام صعدت من هذا الاختلاف ليصبح خلافاً شخصياً وإن كنا أيضا نرفض ما حصل، ولكن ليس هناك مقارنة مع ما فعله القلاف؛ لأن المناصب تختلف؛ فذاك رجل مسؤول، أما الأمير ذاته مصانة لاتمس ولا يمارس السلطات بنفسه، بل من خلال وزارائه الذي يعينهم رئيس الحكومة والمساءلة تكون لهم وهنا مربط الفرس.
ثانياً: لاننسى صراخ القلاف عندما رفض السعدون والبراك مصافحة المحمد ماذا فعل؛ فقد أشعل الدنيا صراخًا ووصفهم بعديمي الاحترام، فماذا عنك وأنت الذي بعثك الأمير على طائرته للعلاج بالخارج وحرص عليك أفلا يستحق أن تحرص على سلامته ومصافحته؟
والمصيبة الأعظم أن قناة سكوب تبرر مافعل وتقول إنه كان (بالحمام)، وجريدة أخرى تقول إنه سلم على الأمير بالممر، والقلاف نفسه يقول إنه مريض ويخشى أن يعدي الأمير!!
وسائل الإعلام “الخضراء” تبقى فقط أن تقول القلاف أرجل منكم، ألهذه الدرجة وصل بكم الاستخفاف بعقولنا، ألا نستحق قليلا من التقدير والاحترام.
والمشكلة أني وجدت أن بيننا أكثر من “قلاف”، فهم يفكرون بعقله ويؤيدون فعله وهذه مصيبة؛ لأن الولاء للطائفة طغى على الولاء للكويت وهذا أمر سيدمر المجتمع.
أنا عجمي وسني ولو فعل نايف المرداس العجمي “السني” مافعله القلاف سأكون أول المنتقدين، ولن يردني عن ذلك أن المرداس من نسل يام العريقة و”سني”، فالكويت وأميرها فوق كل اعتبار.
لذلك بما أن وزير التربية (عجمي) ونمون عليه، نطالبه بإعادة صياغة مناهج التربية الوطنية وتدريسها لغرس الانتماء الحقيقي والولاء الصحيح واحترام سيادة الكويت وأميرها وشرح لمعنى الوطنية الحقيقي فالأجيال القادمة ستكون ضحية هذه الأفكار المسمومة.
إضاءة:

عندما خرج عمي (سبعان) من المستشفى سلمت عليه بغرفته وعندما ذهب للمجلس للالتقاء بمن حضروا ليتحمدوا له بالسلامة.. سلمت عليه أمامهم.. فالاحترام واجب.
آخر السطر:
ودامك يافهيد تدري إنك خبل ومرجوج ليه تقرأ سورة البقرة غلط وتخلي الناس تضحك عليك.. حافظ على ريشك يافهيد.
دويع العجمي
@lawyeralajmi