آراؤهم

“حصريا في الكويت الحسد عن بعد”

هُناك صفات وعادات سيئة يجب تسليط الضوء عليها لمحاربتها والحد منها ولا بد لها أن تزول، ومنها:
الحسد، وهو لغويًا تمني زوال النعمة، فيصاب الإنسان بالعين، ويقول ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد أصل الحسد: هي بغض نعمه الله علي المحسود وتمني زوالها. وفي مجتمعنا الكويتي تحتل هذه الصفة الذميمة مراكز متقدمة، وتعتبر في الصدارة، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكذلك نمتاز هنا في بلدنا الحبيب بميزه خطيرة وفريدة لا تجد لها مثيلاً وحصريا فقط في الكويت، وهي ميزة الحسد عن بعد، وتتلخص هذه الميزة بأن تذكر محاسن شخص ما أمام الحاسد والنِعم التي حصل عليها حتي يتم إصابته بالعين غيابيا (يا لطيف الطف بنا واحمنا من شر حاسد إذا حسد).
ومن أعراض الحسد، وهي أعراض تظهر على النفس والمال والبدن، فإذا وقعت العين يصاب المبتلى بها بأعراض نفسية، كالانطواء والانعزال والبعد عن مشاركة الناس، وإذا وقعت على أشياء أخرى، فإن أثرها يكون واضحًا والعياذ بالله..
وأعتقد بأن الشخص الذي يحسد الناس، فهو شخص مجرم وقاتل وله عند خالقه حساب عسير في الدنيا والآخرة.
علاج الحسد من أهم الأمور التي يتم بها التحصن من الحسد هو التوكل علي الله فمن توكل علي الله فهو حسبه، فالتوكل من أقوي الأسباب التي يدفع بها العبد الحسد والعين، كذلك الإقبال علي الله والإخلاص له والتقرب إليه بالذكر وقراءة القرآن، وتحصين النفس بالرقية الشرعية (الفاتحة – آية الكرسي- خواتيم البقرة- سورة الإخلاص، المعوذتين).
فالحسد خلق ذميم يجب علينا استئصاله من أنفسنا ومحاربته والقضاء عليه؛ لأنه إذا وصل للقلوب أفسدها، وإذا انتشر في مجتمع ما دمره، فإن عجبك شيء من أخيك، فاذكر الله، وقل ماشاء الله بارك الله لك فيه وعليه.. 
وقانا الله وإياكم من شر الحسد والحاسدين والحقد والحاقدين، وطهر قلوبنا من هذه الآفة المدمرة……
              
فأبدع الشاعر، عندما قال:
إيا حاسداً لي علي نِعمتي
أتدري علي من أسأت الادب
أسأت علي الله في حكمه
لانك لم ترضي لي ما وهب
فاخزاك ربي بان زادني
وسد عليك  وجوه الطلب
     
       دالي محمد الخمسان
Dali-alkhumsan@hotmail.com  
         Twitter@bnder22