كتاب سبر

عبيد.. كَبْوَتان بأسبوع

لقد أرسل الدكتور عبيد الوسمي خلال الأسبوع الأول من عمر المجلس الجديد رسالتين مفاجئتين للشعب المتطلع لإنجازات مجلس الأغلبية المعارضة أثارتا كثيراً من الجدل (السياسي) ولا أقول (القانوني) فهي كما يردد أنصاره المتناقصون: (من حقه) وهو العذر الذي كان يكرره دوماً فداوية الرئيس السابق عندما يُستنكر عليه التعسف بما اعتبروه (حقوق) كاعتقال الخصوم ورفع القضايا والإحالة للمحكمة الدستورية!
لا يختلف اثنان على أن الدكتور عبيد متحدث ماهر وقانوني متمكن وفيه من الجرأة ما عرّضه لضرب قوات الأمن هو وأحد الصحفيين إلى جانب بعض النواب في ديوان الحربش، لكن هل تكفي تلك الصفات كي يعتبر الرجل نفسه.. بِأُمَّة؟
هل اجتمعت في الدكتور عبيد صفات الإمام القدوة الجامع لصفات الخير؟ أم هل للوسمي ما ليس لغيره من الخبرة البرلمانية الطويلة والحنكة العميقة في العمل السياسي؟ أم هل يصح أن نصدق أن هذا النائب الفاضل يعي مالا يعيه ال49 عضو المنتمين لمشارب عديدة وتوجهات كثيرة؟!
في ظني أن الرجل أصبح يرى في نفسه من القدرات الخارقة مالا نراه، فربما أعطاه فوزه (الكبير) دفعة قوية جعلت نشوة انتصاره تبلغ ذروتها فارتفع معانقاً السحاب بسرعة صاروخية جعلته يظن أن مَن خلفه هم مجرد سرب من النمل الذي (يحترمهم لأنهم يحترمونه) متناسياً أنه قد يصبح النملة التي إذا دنا زوالها.. ريّشت!
الكبوة الأولى التي تعَرَّض لها كحيلان الدائرة الرابعة تتمثل في خوضه انتخابات منصب نائب رئيس مجلس الأمة مخالفاً إجماع كتلة المعارضة على رئيس السن النائب خالد السلطان ، فكاد تصرفه المنفرد هذا أن يجعل منصب نائب الرئيس من نصيب النائب عدنان عبدالصمد الأقرب للحكومة، ولم نتوقع حينها أن يكون الجُوَيْهِل أكثر حكمة؛ حيث انسحب من انتخابات الرئاسة لصالح النائب محمد الصقر! وأنا هنا لا أُقارن بين من (يجهل) احترام الناس ومن (نتوسم) به الخير إنما إنا من الناصحين.
أما الكبوة الثانية للأدهم الأصيل فهي قراره المفاجئ المتمثل باستجواب رئيس الوزراء، وهنا يثار تساؤلان مهمان حول (سرّية) تكتيك الوسمي:
1- لماذا لم يطرح الدكتور عبيد -كاستشارة وليس استئذان- موضوع استجوابه خلال اجتماع زملائه بالمعارضة والذي كان مشاركاً به في نفس اليوم؟ أم أن إلهام الخاطر حل عليه فجأة بعد خروجه من الإجتماع؟ 
2- لماذا فاجأ الوسمي النواب في ديوان ماجد موسى ملتفتاً عليهم: (وأبيكم توقعون معاي)؟ ولم يكلف نفسه عناء إعلامهم بهذه الخطوة الحساسة قبل إحراجهم علناً؟ 
في تصوري أن الدكتور المحترم عبيد يحتاج لإستيعاب أهمية العمل الجماعي ومنافع التنسيق بين أركان المعارضة السياسية ، ونحن نذكّره بالتدرج في المحاسبة والتأنّي في المعاتبة بعيداً عن أسلوب الإستعجال والتسرع الذي أيدته فلول الحكومة السابقة ورموز الفتنة البغيضة! 
نقول هذا للدكتور من باب (صديقك من صدَقك لا من صدّقك) قبل أن تتحول الإشاعات إلى شكوك تجعلنا نكرر التمحيص بما يقال عن سعيه وموسى لإسقاط جابر بعد سقوط ناصر حتى يُعاد النظر في تكليف الطامح.. أحمد!
 
 عبدالله الأعمش