آراؤهم

عبيد الوسمي.. والأنا المتضخمة

الأنا عندما تتضخم في إنسان تصبح السيطرة عليه صعبة، وواضح جدًا من خلال خطابات الدكتور عبيد أن “الأنا” تضخمت عنده بشكل مفزع ويستحق التأمل، ما حدث أمس من تقديم استجواب لحظي عبثي مبني على عبث سياسي فردي يستحق منا جميعًا الوقوف بوجه الدكتور عبيد في هذا الخطأ، هو ليس ملاكًا بالنهاية والخطأ وارد، لكن واضح جدًا أن الأستاذ لم يستطع التأقلم مع كتلة معارضة حلم بها الشارع الكويتي لمدة ثلاث سنين.. وفيها نريد أن ننتصر لكراماتنا..
 
قبل إعلان الدكتور لاستجوابة كان يتحدث عن أن هناك اجتماعًا بين أقطاب المعارضة، وهناك من كان يطالب بتحييده وهنا تكمن “الغمنده”..!! فمن وجهة نظري أن تضخم الأنا عند الدكتور عبيد جعلته يضرب هذا التكتل المعارض عرض الحائط ليبين لهم بأنه عضو مؤثر لا يمكن السيطرة عليه؛ لذلك يجب أن يداهنوه ويمسحوا على رأسه، فلنفرض أن كل معارض صار يتصرف بهذه الاستقلالية عن تكتل المعارضة، هل سيكون هناك بالنهاية تكتل معارض!
الفردية تشرخ جسد المعارضة وتضعف تأثيرها مع الوقت.. فيصبح كل عضو يريد أن يستقل برأيه وبأجندته الخاصة.. نحن لا نعارض الدكتور بأن هناك ممارسات سيئة ولا تزال بقاياها موجودة، لكن العقل السياسي يقتضي أن نحارب هذه الممارسات السيئة بالقانون من خلال المجلس الذي أصبحت (المعارضة الآن تسيطر عليه)..
 
ولكل من يحاول المقارنة بين استجوابات عهد المحمد واستجوابات هذا العهد الجديد، ويدندن على نغمة الاستجواب حق دستوري، فلماذا تحاربونه؟! نقول إن الواقع السياسي يختلف ومن الغباء أن نطبّق ما كنا نقوم به أيام مجالس “المحمد” بغالبيته “البصامة” في هذا المجلس “المعارض”.. أنا شخصيًا وغيري الكثير ضحينا طوال سنتين، ونزلنا إلى الشوارع وضربتنا القوات الخاصة، وتم سب قبائلنا وعوائلنا بالتلفاز.. لكي يتغير النهج.. والنهج الآن يمكن تغييره بالمجلس وكيفما نشاء.. ومثلما صبرنا على مجالس “كانت تحارب كراماتنا” ممكنًا أن نصبر على مجلس “سينتصر لكراماتنا” عن طريق الاجتماع في كيان برلماني مؤثر لا كيان برلماني مبعثر لا يملك السيطرة على قراره.. فالسياسة لا تبنى على العاطفة والخطب الرنّانه “والاتصالات التليفونية” بل تبنى على قراءة ما نملكه حاليًا والمصلحة العامة؛ بعيدة المدى والقريبة..
 
بالنهاية:
 
اكتشفت أنه مثلما يكون للملك حاشية وبطانة سيئة، للنائب حاشية وبطانة سيئة “من ناخبيه” الذين يؤيدونه بكل شاردة وواردة ويشعرونه بالقدسية.. أنا أحد ناخبي الوسمي، لكنني أجد أنه من حقي عليه أن أنتقده ومن حقه علي ألا يتجاهلني، نظرًا لأنه صرّح قبل النجاح بإشراكنا نحن ناخبيه في كل عملية إصلاحية يقوم بها..
 
صاهود المطيري
@SahoudF