بورتريه

عبدربه منصور.. رجل الدولة الذي لا يخطئ

رجال الظل هم أولئك الذي يتقنون إدارة السيناريو الذي يبتكرونه بحرفيّة عالية بعيدًا عن الضغوطات، لكن أغلبهم يفقدون هذه المهارة لو ظهروا في العلن أمام الأضواء الشعبية، وتحت ضغوط متطلبات السلطات.. ولكن كيف سيكون الحال بمن لا يمتلك تلك المهارة أصلًا في الظل!؟ كيف سيكون في الواجهة!؟ وما هو مصيره إذا ما كتب عليه ملء فراغ سلطة مستبدة!؟ هل ستستفز مواهبه ويظهر ما كان خافيًا!؟  

“عبدربه منصور هادي” رئيس اليمن الحالي، ونائب الرئيس اليمني السابق “علي عبدالله صالح”، شخص أشبه بالبرواز لتطلعات السلطة، أقصى مهامه هو الإشراف على الاحتفالات الوطنيّة، وافتتاح المشاريع نيابةً عن الرئيس، عسكري انضباطي بامتياز، لا يجتهد في تنفيذ الأوامر.. من مواليد 1945م في محافظة أبين جنوب اليمن، حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية بالمملكة المتحدة عام 1966م، ذهب بعدها إلى مصر ليحصل على دورة في سلاح المدرعات عام 1969، بعدها توجّه إلى الاتحاد السوفييتي لينال الماجستير في العلوم العسكرية في 1979.
 
ورغم الصراع الطويل بين (المؤتمر الشعبي العام) الحاكم في اليمن، لم يظهر رجل الدولة الثاني في خصومة مباشرة مع المعارضة، كان بعيدًا عن اتهامات الفساد.. كان بعيدًا عن الذم والمدح.
 
ما يحسب لـ”عبدربه” هو احتوائه لأزمة ما بعد محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس “علي عبدالله صالح”، عندما حاول جاهدًا منع أي إجراء انتقامي من السلطة، وإيقاف المواجهات الداميّة المسلحة في العاصمة صنعاء.
 
سارت الجهود لتفعيل المبادرة الخليجية، ونقل الرئيس السابق صلاحياته إلى نائبه “عبدربه” لفترة انتقالية، وجرى الاتفاق على المبادرة الخليجية التي حضرها ممثلو المؤتمر الشعبي العام، وأحزاب اللقاء المشترك في مايو 2011، إلا أن الرئيس “صالح” تأخّر في التوقيع عليها لأشهر عدة.
 
تم الاتفاق على “عبدربه” كرئيس توافقي من كافة الأطراف في الانتخابات المبكرة، ونال الإشادة من الجميع، بصفته رجلا لم تلطخ يده بدماء شعبه، وأسلوب إدارته السلسلة لنقل السلطة، رغم عدم اعتماده على قاعدة شعبية سواءً كانت قبلية أو مناطقية أو فئوية.. هو محسوب على الأشخاص البعيدين عن الصراع، مما يعطيه قوة في فتح صفحة جديدة مع الشعب اليمني.