كتاب سبر

الوشيحي: لا آيسكريم في وجود دشتي

لا آيسكريم بعد اليوم  
روسيا والصين وعبدالحميد دشتي (نائب كويتي يقول للبحرينيين الغاضبين إنهم سبب نجاحه) يدافعون عن بشار الأسد وعصابته.
روسيا والصين في مجلس الأمن، ودشتي في مجلس الأمة. وللأخير فائدة كبرى في الحياة السياسية الكويتية لا يعيها إلا بعيدو النظر، إذ سيكون هو “الريفرنس” أو المقياس في البرلمان. فالرجل دخل إلى قبة البرلمان يحمل “مذكرة شيعية” لا لبس فيها ولا عليها، إذ يتحدث بلسان شيعي فصيح، ويأكل بيدٍ شيعية طويلة، وينظر بعين شيعية سليمة، ويكتب بقلم شيعي عريض، ووو، وسيغضب كثير من الناس عليه وبسببه، وسيكون محور أحاديث الديوانيات، وسيتساءل الناس: “من هم أصحابه وداعموه في البرلمان؟”، قبل أن يتحولوا إلى السؤال الآخر: “هو، يدعم مَن في التصويتات ويقف إلى جانب من؟”، فتأتيهم الإجابة أو يذهبون إليها: “يدعم فلاناً وفلاناً، ويدعمه فلان وفلان”، وهنا سيبدأ الناس التقييم، على أساس مواقفه. وهنا مربط الفرس، أو “مربط الحمار” كما يقول الراعي الصنعاني.
عبدالحميد دشتي سيرتفع دولاره في الأسواق الانتخابية، لا شك، وفي المقابل سيرتفع دولار خصومه، أو بالأحرى أبرزهم؛ مبارك الوعلان ومحمد هايف وأسامة مناور وآخرين، في حين ستنخفض بل تنقرض دولارات “الأقربين” إليه من النواب السنة، أو الفئة الأقرب إليه من النواب المنتمين إلى الطائفة السنية؛ مرزوق الغانم والثنائي جويهل ونبيل، وربما رياض العدساني، الذي أظن أنه سينفذ بجلده بناء على نصائح القريبين منه. أما النائب محمد الصقر، فقد “تخلّص” بوضوح من أحد المواقف المرصودة شعبياً، الموضوع القطري، وعليه أن ينتبه إلى موطئ أقدامه جيداً فالأرض أمامه ستكون ملأى بالألغام الدشتية، وما الموضوع القطري إلا أولها، وهو مخير ما بين الإبقاء على دشتي “صوتاً مضموناً له”، أو الهروب بعيداً عن حرائقه، على اعتبار أن الصقر لا يمكن أن يرتدي معطف الوعلان وهايف ومناور ولو مات من شدة البرد.
وبعد أن تلتهم حرائق دشتي “الأقربين من السنة”، ستلتف ألسنة لهبها وتلتهم ثياب النائبين الشيعيين الأكثر هدوءاً، سيد عدنان عبدالصمد وأحمد لاري، اللذين سيجدان نفسيهما أمام طريقين لا ثالث لهما، إما مسايرة دشتي بل والمزايدة عليه، أو الوقوع في حفرة “التهاون والمهادنة” أمام شارعهم، خصوصاً بعد أن يحمى الوطيس، ويرتفع الغبار النووي.
دشتي ليس إلا عود ثقاب يمشي على قدمين، ولا تسأل عن البنزين في البرلمان الكويتي، فالكويت دولة نفطية، والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه. وقريباً سيشتعل عود الثقاب في الثوب السعودي، كـ “خطة عزل”، وسيجد محمد الصقر ورياض العدساني ومرزوق الغانم أنفسهم أمام خيار واحد، لا ثاني له ولا ثالث ولا رابع: “مهاجمة دشتي” وإعلان العداء السياسي له.
على أن الحكومة، إن لم تخرج من خنادق صمتها، وتبدأ هي بالهجوم على دشتي وتحجيمه، فستكون فاتورة الكويت الخليجية أكبر من رصيدها (رصيد الكويت كدولة) وأصولها التجارية مجتمعة.
ما يفعله دشتي الآن، وما سيفعله لاحقاً، يدفع كل من يتناول الآيسكريم في شرفة منزله إلى أن يرمي آيسكريمه فوراً، ويرتدي خوذة القتال ويهرول مسرعاً إلى خط الجبهة. فلا آيسكريم بعد اليوم.