أقلامهم

باسل الجاسر : نعم لزيادة مرتبات الجمركيين ولكن بالمعقول

يا جمركيون اتقوا الله في أنفسكم ووطنكم وشعبكم

باسل الجاسر 
كنا نقدر ونتعاطف مع مظلومية اخواننا وأبنائنا العاملين في الجمارك بل وكنا ندعو في السر والعلن للمساعدة في إنهاء مشاكلهم وكنا ندعوهم للتهديد حتى بالإضراب وندافع عن حق الإضراب للكافة، ولكن دخول الإضراب حيز التنفيذ واستمراريته وظهور تداعياته بسرعة البرق على الوطن والمواطنين والمقيمين بل وحتى الزائرين والعاملين في وسائل النقل، كل ذلك يلقي على كاهل العاملين بالجمارك مسؤولية كبرى امام الله عز وجل ثم وطنهم واهله والمقيمين فيه، فتعطل تدفق البضائع للكويت ومنع تصديرها وخصوصا النفط الذي هو المصدر الأول ويكاد يكون الوحيد لهذا الوطن وأهله يعتبر وبكل المقاييس إعلان حرب على الكويت والكويتيين، ومنع تدفق البضائع للكويت نتيجته الحتمية هو نقص البضائع وأهمها الغذائية التي هي أساس استمرارية الحياة لأي تجمع بشري هو إعلان حرب آخر لا يقل خطورة عن منع تصدير النفط.
وتعطيل الشاحنات على المنافذ الحدودية على مدى 15 كيلومترا بالصحراء دون وجود خدمات لسائقيها هو اعلان حرب آخر على حقوقهم الانسانية سيسألون عنها ان استمر الاضراب لوقت أطول، كما أن ارتفاع أسعار السلع بالأسواق لدرجة أن صندوق الكوسة بلغ سعره 15 دينارا هو اضرار بالغ للشعب الذي هو أهلكم اعلان حرب آخر.. وهناك غيرها ولكن أي قوى معادية للكويت ومهما بلغت قوتها لن تستطيع إيقاع مثل هذه الأضرار، ولو تمكنت من إيقاع ربعها لوجب على الجيش الكويتي التصدي ولفتح باب التطوع للكويتيين القادرين على حمل السلاح للتصدي ليس لكم «الجمركيون» ولكن للأضرار التي ستلحق بهذا الوطن وأهله ان استمر لمدة اسبوع او عشرة ايام.
وبالمقابل فان مطالبهم بزيادات مالية مبالغ فيها هي مسألة لم تكن متصورة، فهم يطالبون بأن يكون مرتب أول تعيين لرجل الجمارك يبدأ من 2200 دينار وهذا مبلغ كبير يقارب مرتب عضو مجلس الأمة الذي هو 2300 دينار وكذلك حال الوزير، ويزيد على مرتب أستاذ جامعي في أول تعيينه الذي أعتقد أنه 1600 أو 1800دينار. 
ومن هنا نقول نعم لزيادة مرتبات الجمركيين ولكن بالمعقول وليس بهذه المبالغة المفرطة، فهم نعم يقومون بدور حيوي لخدمة الوطن ولكن هذه الزيادات ستظلم باقي القطاعات التي كثير منها لا يقل أهمية أو جهدا وبالتالي سيفتح باب تحقيق العدالة بما يعني أن تقوم الدولة بتوزيع المال على المواطنين إلى أن نصل لتفليس الدولة في حال انخفض سعر برميل النفط عن 90 دولارا، ولا أعتقد أن أحدا من أبناء الجمارك يريد للكويت هذه النتيجة ولكن لتعلموا أن هناك فعلا من يريد إيصال الكويت لهذه النتيجة لا قدر الله فلا تكونوا معولا بأيديهم أرجوكم وفكوا اضرابكم فرسالتكم وصلت بكل قوة وستأتي الزيادة المعقولة المنطقية والمرضية.
وللجيش الكويتي أقول ان لم يتحرك رجاله الأبطال في مثل هذه الظروف فمتى سيتحركون؟ بل انني أطالب بفتح باب التطوع للمتقاعدين عامة ومن أبناء الجمارك تحديدا فهم يعرفون متطلبات العمل وكيفية تسيير أموره.. كل هذا يجب أن يكون بأقصى سرعة حتى لا تتفاقم الأضرار….فهل من مدكر؟