كتاب سبر

شنودة والمليفي!

موت البابا شنودة بقدر ما هو عادي  بالنسبة لي بقدر ماهو محزن بما كشف لي من حال كثير من المسلمين !!!.
فتسابق الصحف والقنوات في العالم الاسلامي في رفع التعازي بموت البابا شنودة  إلى النصارى دليل واضح على هوان العقيدة في نفوس كثير من المسلمين !!!.
والحقيقة أن وسائل الإعلام نجحت إلى حد كبير في تذويب الولاء والبراء في نفوس المسلمين وصهر الفوارق العقدية بين الديانات في بوتقة الإنسانية والآدمية المشتركة بين بني البشر!!!.
ومما يزيد الإمر حزنا أننا نسمع بموت علماء أجلاء من علماء المسلمين فلا نسمع ولا نرى هذه الضجة بل وبعض الصحف تتجاهل حتى خبر وفاته !!!.
أيعقل أن يكون البابا شنودة أكرم على بعض المسلمين من علمائهم!!

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

” تعزية الكافر إذا مات له من يُعَزَّى به من قريب أو صديق . وفي هذا خلاف بين العلماء فمن العلماء من قال : إن تعزيتهم حرام ، ومنهم من قال : إنها جائزة . ومنهم من فَصَّل في ذلك فقال : إن كان في ذلك مصلحة كرجاء إسلامهم ، وكف شرهم الذي لا يمكن إلا بتعزيتهم ، فهو جائز وإلا كان حراماً .

والراجح : أنه إن كان يفهم من تعزيتهم إعزازهم وإكرامهم كانت حراماً ، وإلا فينظر في المصلحة ” انتهى .

“مجموع فتاوى ابن عثيمين” (2/236) .
تأمل قوله رحمه الله:
 
والراجح : أنه إن كان يفهم من تعزيتهم إعزازهم وإكرامهم كانت حراماً )!!!.
وهل تعزية المسلمين لهم ورفع بعضهم أسمى آيات الحزن والأسى للاقباط الا إكراما وإعزازا لهم ؟!،لاسيما وأن عبارات الكثير من المسلمين تدل على الرضا بما كان عليه الرجل كقولهم رحمه الله !!!

……………………………………………………………………………………………………………………………
نبارك للأخ محمد المليفي خروجه من السجن ،ونتمنى له البراءة والحياة السعيدة الهادئة البعيدة عن صيحات النشاز!!!.
أنا اختلف مع الأخ محمد المليفي في السخرية من معتقدات الآخرين التي قد تجرئ البعض على السخرية والتطاول على معتقد أهل السنة فنقع في مخالفة .
وأؤيد النقاش العلمي المبني على أدلة والذي يكون دافعه ترشيد الضال والاخذ بيد المستبصر وليس للعراك الوهمي المراد منه فرد العضلات !!
ولكن تعاطي الحكومة مع الحدث زاد قناعتي بأن الحكومة هشة ولا تجيد اتخاذ القرار الآني الصحيح تجاه الحدث ،فالحكومة دائما تحاول إرضاء الغاضب ولو بظلم بعض الناس !.
فحجز المليفي هذه المدة وبهدلته بهذا الشكل أمر مرفوض ،في حين أن الحكومة تغض الطرف عن تصريحات (وتغريدات )كثيرة تمس مكانة دول مجلس التعاون  وخصوصا الشقيقة الكبرى وتطعن في الأعراض وتصف جموعا كثيرة خرجت لتأييد حكام الخليج بأنهم أولاد بغايا!!!.
فإما أن تتعامل الحكومة بمسطرة واحدة مع الأحداث وإلا ستفقد الحكومة ما تبقى من هيبة فرطت فيها مع الأسف في تعاطيها  الهش والغير منصف مع الأحداث!
ولن نقبل أن يكون المليفي كبش فداء لمحاولة هيمنة بعض الأقليات وعزل الكويت عن محيطها الخليجي والعربي!
 
 
ابو الجوهرة
عبدالكريم دوخي المنيعي
تويتر:a_do5y
a

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.