كتاب سبر

ابن الحرام … وحرب المصطلحات!!

طبعاً استفزكم نصف العنوان!
وقد أثار قرفي مثلكم أيضاً !
ولكنه تصريح ” خبل ” مصر المرشح المحتمل, عسى أن ينفخ الشيطان في أمنيته, لرئاسة الجمهورية عادل عابدين عبدالقوي الذي قال في حملة ” البروباغاندا ” للترويج له ” أنا ابن غير شرعي للملك فاروق الأول ملك مصر والسودان وهذا الأمر يجعلني الأحق بمنصب رئيس الجمهورية بعد ثورة 25 يناير” !!


أين سعد زغلول؟! لتفتقت قريحته عن جملة, تجُبُّ جملته الخالدة ” غطيني وصوّتي يا صفية “!!


بعد جهد لقراءة نية الأخ في ما ورائيات حصاد لسانه, أظن أن قوله يحتمل معنيين لا ثالث لهما, إما أنه ” بيشتم الثورة ” ويقول إن ثورتكم لا تستحق أن يخرج من رحمها ” ليشكمها ” إلا ولاد حرام !


أم أنه ” خبل ” فعلاً !


وفي الحالتين هو فاقد للأهلية للترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية, لأنه في السبب الأول لا يؤمن بأهداف الثورة, وفي الثاني هو ذو عته مزمن !!


هذه حكاية ” وأغلقت ” لأحد عاهات الحرية والديموقراطية والمساواة !!


وهي قصة أردتها مدخلاً للجريمة التي تُنتهك بها ثقافتنا ” تغريباً وتأمركاً ” !


فلو عددنا ما تجنيه علينا كبشرية تلك الدعوات التي تغلغلت في ثقافة المجتمع المسلم, لقامت قيامتنا ونحن لا نزال نعد !


إن الكِبر الأوروبي لا يقبل أن يجلس في الصف الثاني, ولكن عندما مرّغت الدولة العثمانية في التراب أنوف وهامات ملوك أوروبا, وكان كلما ترجل سلطان عثماني لقبره حل حذاء الذي يليه فوق رقبتهم ! تنازلوا عن كبريائهم لأمريكا القائد الأعظم الأوحد, وفعلوا ذلك مرغمين لتوحد العدو, وهي الدول الإسلامية !


وبعد تنفيذ المخطط الرئيسي المعد بحذر لإسقاط الخلافة الإسلامية التي كانت تمثلها الدولة العثمانية, وإن شابتها الشوائب, ولكنهم أرادوا محو ” الخلافة ” كمصطلح لأنه تأصيلي لنظام الحكم في شرع الله .


وتقاسمت أوروبا وأمريكا المهمة, فاستلمت الأولى مهمة تليق بنعومتها ” دور النساء ” !
فقامت بإثارة الفتن في المجالس ونقل الأحاديث وخراب البيوت وإشاعة الخيانات الزوجية والتغرير بالرجال والنساء وبث الفسق والفجور والخمر والميسِر, وسوّست جذر الثقافة الإسلامية, وهو بيتها وأسرتها, فتخلخل البنيان استعداداً للتهالك !
وتصدرت أمريكا للغة التي تفهمها ” القوة العسكرية والعنف ” والتي بها أبادت الشعب الأصلي لأمريكا ” الهنود الحمر” لتحتل الأرض, ثم تنادت للعفو والغفران والتسامح والنسيان, متأبطة دعم الكنيسة, داعية للعدالة والمواطنة والقومية الأميركية والأمن الوطني والوطن للجميع, وكل الهراء الذي تعرفونه بإعلان الاستقلال !


لدرجة أن الناجين من الهنود الحمر من الإبادة (إن ذكّرناهم  بالتاريخ الماضي) لووا رؤوسهم وهم يصدون ويتأففون ويتهموننا بالحقودين ذوي الذاكرة الشيطانية المظلمة وهم التنويريون !


ومثله مصطلح ” الجهاد ” استخدموه لسحق غريمتهم الشمطاء الاتحاد السوفياتي, فبعد أن أعلى مجاهدو الأفغان العرب ” راية الجهاد في أفغانستان آنذاك, فدسوا بينهم بعض المنافقين من أعوانهم وبعد تمام المهمة وانتهاء الحرب الباردة بتفكك الاتحاد السوفياتي أشلاءً, أرادوا محو مصطلح ” الجهاد ” بعد أن انتهت مصلحتهم معه, بالتسويق لكلمة ” إرهاب ” وامتطوا الإعلام العربي الأشد إسلاماً, وغربوا و” غربنوا ” الأصوات والصور والأقلام, فباتت مصطلحاتنا الإسلامية والتي تتشكل منها ثقافتنا ومعانينا تحت أمر ممحاتهم !


فكم مسلم اليوم في كل بيت يستخدم مصطلح إرهاب وهو مقتنع أنه حق ؟!


ومن المسؤول عن ذلك ؟


البعض الآن يقرؤون وألسنتهم تكرر: هذا تاريخ وماضي وقد عفا الله عما سلف !


بل عفا الله عما تلف من العقول !


ولمن أراد العفو عن محو المصطلحات التي تتشكل منها ثقافتنا الإسلامية, أقول هي من عند الله, والقرآن كلام الله, فاحذروا, واعلموا كلام من تشطبون!


twitter@kholoudalkhames