آراؤهم

“كويتي وأعترض”

 عجيب أمرك أيها المواطن ، لا يعجبك العجب مما تراه ، وتسمع عنه في وطنك ، حتى لو صار وطنك جنة ، فأعتقد انك ستكون من المتذمرين والساخطين ، فعندما تذهب إلي عملك في الصباح ، فلا يعجبك القوانين واللوائح الموجودة ، فتتبطر ، وتندب الحظ ، لماذا أنا في هذه الوزارة التعيسة ولماذا أنا أعمل تحت إمرة هذا الشخص ، وعندما تذهب إلى إستلام راتبك فيجن جنونك ، وتقول لو أنا أعمل في خارج وطني لكنت أستلم أضعاف ما أحصل عليه هنا ، وتصرخ أيضا من غلاء المعيشة وطلبات البيت ، وعندما تذهب إلى أصدقائك ، فلا نسمع منك إلا الشكاوى والتظلمات والقهر من حكومتك ، وترى البقية يشتكون أيضا من سوء الرياضة وسوء السياسة الخارجية ، وبعضهم يتفلسف في أمور الدين حتى يجن من هم معك ويذهبوا إلى بيوتهم تعساء ، وحين تذهب إلى بيتك قد لا يعجبك أمر ما ، أو قد تختلف مع أحد ما خارج البيت ، فيجن جنونك على زوجتك أو أطفالك أو أمك وتلومهم علي أتفه الأسباب ، وحتى عندما تخلد إلى النوم فأعتقد انك ستختلف مع أحلامك وكوابيسك المزعجة .
ولكن الغريب والعجيب ، لننظر إلى هذا المواطن عندما يستعد للسفر إلى خارج وطنه ، ويهم بتجهيز كل طاقته للخروج من وطنه ويذهب ويتغرب لأيام فقط ، ومن ثم يأتي وكل الحنين والشوق والوله عندما تهبط الطائرة في مطار دولته ، فيقول في نفسه الحمد لله انني خلقت كويتيا ، والحمد لله على هذه النعمة والأمان والديمقراطية والاحترام ، وروح الشعب الطيبة  والروح الجميلة وووو ، إذن لماذا هذا التناقض يا أخي وأختي ، لماذا لا نتعلم كيف نحترم بلدنا ، وكيف نطورها ، وكيف نضحي لها بالغالي والنفيس ، ولماذا لا نقتنع بما أتاه الله لنا من خير ونعمة وأن نحمده على كل شي ء ، ولماذا لا نصبح قدوة للآخرين في تعاملاتنا وأقوالنا ، ولماذا لا نشكر الله على اننا كويتيون ، وكما قال تعالي في كتابه الحكيم ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) صدق الله العظيم .
                                                   

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.