* النجار: هناك حالة فشل للمجتمع أجمع في حل المشكلة
(البدون في مهب الريح)… عنوان اولى ندوات (مجموعة 29) حول (البدون قضية وحل)، التي استعرضت تاريخ المشكلة وتعسّف الدولة تجاه البدون، محذرة من سياسة عزلهم اجتماعيًا.. مع التضييق عليهم..
وقال د. غانم النجار “في موضوع البدون هناك حالة فشل للمجتمع أجمع، وأحد مؤشرات الفشل ما حصل اليوم في مجلس الامة في الاستجواب الذي تضمّن بند قضية البدون”.. وأضاف: “تاريخيًا مفهوم الجنسية مفهوم حديث مع بدايته بدأت قضايا التمييز والاضطهاد على الجنسية”.
واستعرض النجار مفهوم (البدون) عالميًا.. حيث قال: “تاريخيًا.. بدأت قضية البدون في دول أوروبا الشرقية، وتعاملها مع المستوطنين الروس بعد استقلالها، ومفهوم الجنسية مفهوم حديث مع بدايته بدأت قضايا التمييز والاضطهاد على الجنسية، وترسخ قضية البدون، ناتج اضطهاد منذ زمن طويل”.
وقال كذلك: “في بنغلادش ومنذ عام 1970 ظل فيها 800 ألف شخص بلا جنسية، وذلك لانحدارهم من أصول باكستانية”.. ليعود للحديث عن (بدون) الكويت.. بقوله: “المكونات العامة لدى البدون لا تختلف عن المجتمع، وبالتالي عملية إدماجهم في المجتمع الكويتي سهلة”.. وعن نسبة العسكريين بالداخلية والدفاع.. قال: “قبل الغزو كانوا 80?، وهذه الأرقام أتت بعد دراسة دقيقة، وكذلك كانوا في المباحث وفي الحماية الخاصة للأمير.. وحتى الـ86، كان البدون يعامل معاملة الكويتي، ويتسلّم مواقع هامة متعلقة بأمن البلد.. لذلك لا يجوز بين ليلة وضحاها إقصاءهم وعزلهم”.
ويرى الدكتور النجار بأن هذا التعامل جاء بقرار سياسي.. بقوله: “تغيّر تعامل الدولة مع البدون، اتخذ بقرار سياسي لا أحد يعلم ما مبرراته، سوى الرغبة بالتضييق عليهم”.
وتحدّث “النجار” عن تجربته مع البدون أثناء الغزو.. حين قال: “في الغزو، عاصرت شخصيًا ما عانى منه البدون.. فقد تم أسرهم مع الكويتيين.. الغازي لم يفرّق، و?عند عودة الأسرى بعد الغزو، كان يتم إرسال الأسرى البدون إلى المعهد الديني، وأحسست بأن هناك نية للتفرقة”.
وعن غياب وعي المجتمع الكويتي عن حال البدون.. قال: “معظم شباب وبنات الكويت يجهلون حقيقة البدون، ويظنون بأنهم جاؤوا بعد الغزو، حيث تم الترويج إلى أنهم دخلوا الكويت بعد التحرير، وتسويق هذه الفكرة أعطى صاحب القرار المقدرة على التمادي في اضطهاد البدون، حتى النواب سايروا الوضع، الكارثة في أن هذا السلوك المتشدد لصاحب السلطة، يصبح مبرر عندما يقنع الناس أن هذه الفئة ليست من أهل الكويت”.. وأضاف: “استغرب من طلابي في مادة حقوق الإنسان، حيث يعتقدون أن البدون جاؤوا بعد التحرير”.
وعن جلسة مجلس الأمة، واستجواب النائب “صالح عاشور” لرئيس مجلس الوزراء، والذي تضمّن أحد محاوره قضية البدون.. قال: “حزنت مما حدث في جلسة الاستجواب اليوم، والمؤشرات تدل على عدم وجود حل لهم”.. مشددا على ان “حل قضية البدون يجب أن يكون بتجنيس المستحقين فورًا، وإعطاء الحقوق الانسانيه للبقيه”.
وعن إحصائيات الجهاز المركزي المختص بحل القضية.. قال: “الجهاز المركزي بإحصائياته، رسّخ فكرة أن هنالك من دخل الكويت بعد الغزو، وافقد البدون تعاطف المجتمع معهم”.
وقال كذلك: “حكومة لا تستطيع استخراج شهادة وفاة أو شهادة ميلاد لشخص بدون، وتدّعي إنها ذات سلطة.. دعوا الجنسية، ما الذي يعيق منح البدون شهادات ميلاد وشهادات وفاة”.
وتحدّث الدكتور عن سياسة العزل الاجتماعي لـ(البدون).. بقوله: “العزل الاجتماعي ينقلنا الآن إلى أسلوب مرعب من العزل العنصري، وهذا فقط من الجانب الإنساني.. القضية تحتاج لموقف، لكن لا أحد مستفيدا من اتخاذ هذا الموقف، قلة فقط لديها المقدرة على اتخاذ موقف علني.. بدأ الوعي والتعاطف مع البدون يزداد مؤخرًا، ولجمعية حقوق الانسان دور كبير في نشر الوعي.. واشخاص مثل مها البرجس وعامر التميمي وابتهال الخطيب عملوا من أجل توعية الناس بقضية البدون”.
أضف تعليق