محليات

جمعية الخريجين تحتضن مهرجانها السبت
الجالية الفلسطينية تحيي ذكرى “الأرض والكرامة”: النصر على إسرائيل ليس مستحيلا

– عبد النبي: الأرض الفلسطينية لا زالت مركز الصراع وبها يكون الوجود والمستقبل 
 
– المستفيدون من الثورات العربية يريدون تحويلها إلي ربيع الدم العربي  

 تقيم الجالية الفلسطينية في الكويت مهرجانا خطابيا شعبيا لإحياء الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأرض والذكرى الرابعة والأربعين لحرب الكرامة الذي يصادف يوم السبت 30 مارس من كل عام وذلك بمقر 
جمعية الخريجين الكويتية بمنطقة بنيد القار مساء بعد غد السبت .  
وقال ممثل الجالية الفلسطينية في الكويت وعضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين درويش 
عبد النبي أن ذكرى يوم الأرض ومعركة الكرامة تأتي هذا العام في ظل ظروف ومناخات سياسية صعبة وأزمات تعصف في المنطقة العربية، مشيرا إلي أنه رغم ذلك إلا أن صورة الشعب الفلسطيني المقاوم هي الثابتة والراسخة في تمسكه بأرضه وحقوقه وثوابته الوطنية.
وأضاف عبد النبي أن يوم الأرض هو أحد هذه الثوابت لما تحمله هذه الذكرى من دلالات ومعان ثورية وتجسيد للإرادة الوطنية والرباط الروحي الوثيق بين الإنسان الفلسطيني وأرضه، وهي عنوان للتضحية والمقاومة مع التأكيد بأن الوحدة الوطنية الفلسطينية الداخلية هي الرد علي السياسة الصهيونية وتفويت أي فرصة لنقل الصراع إلي الداخل الفلسطيني.
وبين أن الأرض الفلسطينية شكلت ولا زالت مركز الصراع ولب القضية، فهي تمثل الوجود والمستقبل، وأن بقاء وتطور الشعب الفلسطيني منوط بالحفاظ علي أرضه والتواصل معها .
وقال من هذا المنطلق وقبل ثلاثة عقود من الزمن في 30 مارس من عام 1976 هبت النار في نفوس الجماهير العربية وأعلنتها صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد، وكان يوم الأرض أول هبة جماعية للجماهير العربية حيث تصرفت فيها الجماهير بشكل جماعي ومنظم، فكان المحرك لها إحساسها بالخطر، والموجه لها وعيها لسياسات المصادرة والاقتلاع في الجليل.
وتابع ان قضية الأرض هي من أكثر القضايا التي تمتزج فيها الأبعاد المدنية والوطنية، مؤكدا صعوبة واستحالة اجتزاء هذه الأبعاد فلا يمكن بأي حال تناسي جزء أو بعد واحد منهما ولا يمكن الحديث عنها مدنيا وتغييب أبعادها الوطنية والعكس صحيح .
وأوضح عبد النبي أن إحياء ذكرى معركة الكرامة كل عام شكلت منعطفا تاريخيا في سجل بطولات الجيش العربي، مؤكدا أنه مهما عظم الاحتفال بهذه الذكرى فإننا لا نستطيع أن نفيها حقها لأنها أكبر من كل الكلمات والجمل والمفردات وأكبر من كل الاحتفالات فهي معركة أعادت إلي الأمة احترام الذات بعد نكسة يونيو.
ورأى أن النصر العسكري العربي علي إسرائيل ليس مستحيلا وإنما هو مؤكد كما حدث في معركة الكرامة، مبينا أن معركة الكرامة هي بوابة المعارك ومؤشر الإنتصارات التي أدخلت الأمة بكاملها دائرة الفعل وأخرجتها من ألامها وجراحها التي سببتها نكسة حزيران وما خلفته من أثار سلبية علي النفس العربية.
وقال لقد كانت معركة الكرامة ذات أهداف إسرائيلية إستراتيجية وحاسمة تهدف إلي إحتلال سلسلة المرتفعات الشرقية لفرض سياسة الأمر الواقع، مشيرا إلي مقولة رئيس أركان القوات المسلحة السوفييتية أنذاك المارشال جريشكو عندما قال ” لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية” .
وأوضح عبد النبي أن يوم الأرض يشكل معلما بارزا في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني باعتباره اليوم الذي أعلن فيه الشعب الفلسطيني تمسكه بأرض أبائه وأجداده ففي مثل هذا اليوم 30 مارس 1976 نستحضر مع شعبنا وأمتنا ومحبي الحرية والعدل في العالم هذه الذكرى.
وتابع ” لقد انتفض بمثل هذا اليوم فلسطينيو الجليل والمثلث والنقب في المناطق المحتلة عام 1948، إحتجاجا علي مصادرة الكيان الصهيوني للأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات حتى أضحت مناسبة يوم الأرض معممة علي الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها.
ورأى أن في هذه الذكرى يزداد الإنسان الفلسطيني ثباتا وتمسكا بأرضه وبحقوقه الوطنية في الحرية والإستقلال، حيث مع الأرض تقوى الإرادة الفلسطينية علي المواجهة وتحدي الحصار الصهيوني المفروض بالقوة العسكرية والمفروض بوسائل القتل والتدمير والإغتيال والإعتقال الجماعي وبمشاركة الجرافات التي تفتت الحجر وتقتلع الشجر المبارك وتجرف الأراضي وتصادر المياه، مبينا أن الحصار المفروض بإقامة جدار الفصل العنصري الذي يلتهم المزيد من الأراضي في الضفة الفلسطينية والقدس وغور الأردن ومحيط غزة والنقب وكل الأراضي الفلسطينية التي يصادرها الإحتلال لتوسيع مستوطناته .
وأكد عبد النبي أن الرهان علي الثورات العربية التي إنطلقت من أجل الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية والتغيير وإنهاء الإستبداد أرادها البعض أن تتحول إلي ربيع الدم العربي والفوضى الخلاقة من خلال السطو الأميركي الإستعماري الذي تناغم مع بعض القوى المتسلطة والمتعطشة للسلطة، مبينا أن هذا الأمر يتطلب الإدراك بأن هذه المؤامرة لا يمكن أن تنجح لأن إرادة الجماهير العربية وقواها الحية التقدمية والقومية ستتمكن من إعادة البوصلة بإتجاه فلسطين.
وقال عبد النبي أن الشعب العربي الفلسطيني سيبقى حاملا راية الدفاع عن أرض أبائه وأجداده والدفاع عن وطنه الذي لا وطن سواه.
وأضاف نحن نستشعر حالة التضييق وكثرة المشاريع والمخططات المفضوح منها والخفي خاصة دقة المرحلة وما تمر به قضيتنا من منعرجات خطرة وبالتالي نحن علي يقين أن يوم الأرض الذي يحيي ذكراه الشعب الفلسطيني ستحييه الجماهير العربية والعديد من أحرار العالم من خلال مسيرات القدس باعتباره محطة هامة لذلك أتمنى من الجميع عدم التغيب عن إحياء هاتين الذكرتين لإيصال رسالة قوية إلي المجتمع الدولي بأن الحق لا يموت طالما ورائه مطالب وأن الأرض الفلسطينية ستبقى حاضرة في قلوبنا وعقولنا .
وتابع لا شك أن الشعب الفلسطيني الذي واجه المؤامرات ضرب أروع الأمثلة في الصمود والتضحية والمقاومة والتشبث بالبقاء.
وختم عبد النبي قائلا ” إن الفلسطيني الذي ظل يدفع فاتورة السياسة الإقليمية والدولية وهو المتسلح بالتراث المقاوم، ظل (إستمر) يلوح للعالم بقضيته العادلة وبغصن الزيتون مؤمنا بأن التاريخ معه والشرائع السماوية والقوانين كلها معه وأنه يراهن علي المستقبل، مؤكدا أن الباطل لا يصبح حقا أبدا بفعل التقادم.
وسجل عبد النبي كلمة شكر وعرفان لدولة الكويت وحكومتها وشعبها لما قدموه من دعم متعدد الأشكال للمقاومة والشعب الفلسطيني طوال تلك الفترة ولا زالت لمساندة ومساعدة الشعب علي الإستمرار في المطالبة بكافة حقوقه المشروعة مؤكدا أن ما فعلته الكويت لا يعد ولا يحصى ولا يمكن نكرانه .