بورتريه

«مارغريت تاتشر».. امرأة هزت عرش الأرجنتين

تعيد سبر نشر بورتريه عن وزيرة بريطانيا السابقة الملقبة “بالمرأة الحديدية” مارغريت تاتشر، وذلك بعد وفاتها صباح اليوم الإثنين الموافق 8 / إبريل / 2013 عن عمر يناهز الـ87 عامًا، لإصابتها بسكتة قلبية:-

امرأة تعد ظاهرة بريطانيا في عصرها حيث كانت لا تعرف المفاوضات، فليست من أساليبها المفضلة، إنما سياستها تركيع الخصم.. هي امرأة حديدية أعادت لبريطانيا تاج عرشها، عندما أذلت قادة الأرجنتين فيما يعرف بحرب الفوكلاند.. هي “مارغريت تاتشر” أول شخصية نسائية تتقلد منصب رئيس وزراء في المملكة المتحدة.. متمردة لا تعرف الهزيمة، تولت منصبها سنة 1979م، وتعد أول قائد سياسي بريطاني يكسب ثلاثة انتخابات وطنية متتالية في ذلك الوقت. 

ولدت  “مارغريت تاتشر” في 13 أكتوبر 1925 وتدرجت في المناصب السياسية إلى أن ترأست حزب المحافظين سنة 1975م، وبعد أن هزم الحزب بقيادتها حزب العمال في الانتخابات العامة التي جرت سنة 1979م، غنمت تاتشار منصب رئيس الوزراء لتكون أول امرأة تعتلي ذلك المنصب، ومدة حكمها هي الأطول منذ عهد روبرت جنكنسون (الذي انتهى عهده عام 1827).

حينما استولت الأرجنتين على جزر “فوكلاند” في شهر ابريل عام  1982م، واعتقد المجلس العسكري الأرجنتيني أن بريطانيا لم يعد أمامها إلا الاعتراف بتبعية الجزر للأرجنتين، وذلك لعدم وجود قوات بريطانية يُعتد بها في المنطقة، كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تعاني منها بريطانيا لا تسمح بأي مغامرة عسكرية غير مضمونة النتائج، ولا يبقى إلا المفاوضات، وبعد احتفال الجميع بالضربة التي وجهوها للجيش البريطاني وكأنهم يحتفلون بالفوز بكأس العالم، في العاصمة الأرجنتينية، هنا ظهرت المرأة الحديدية التي تمكنت من تحريك الأسطول البريطاني، وبعد ثلاثة أيام من الاحتلال أرسلت الحكومة البريطانية ستا وثلاثين سفينة حربية، لتستعيد بريطانيا السيطرة على الجزر، حيث أنهت الحرب لصالحها يوم 14 يونيو 1982، وأعلنت بريطانيا نهاية الحرب رسمياً يوم 20 يونيو 1982.
 
وفي سنة 1985م تخلى عمال المناجم في البلاد عن إضراب استمر عاماً كاملاً بعد أن رفضت تاتشر تعديل برامج مجلس الفحم الحجري القومي الخاصة بإغلاق المناجم.

 واستقالت مارغريت تاتشر، في عام 1990م بعدما ازدادت المعارضة ضدها، وتأكدت من عدم مقدرتها على كسب انتخابات زعامة المحافظين، وتم انتخاب جون ميجر خلفاً لها. وظلت تاتشر بمجلس العموم حتى سنة 1992م، وفي العام نفسه منحت لقب البارونة، وأصبحت عضواً بمجلس اللوردات.