في طفولتي كنت أتمتع كثيراً بمشاهدة كرتون السندباد .. ذلك الفتى الذي يهوى الإبحار والمغامرات ، وكانت تمر به أخطار ومصاعب مليئة بالإثارة والتشويق كان عليه اجتيازها . وللعلم فقد كان عدد حلقات ذلك الكرتون 52 حلقة .. وأدعو القارئ الكريم لحفظ هذا الرقم الذي سياتي بيانه لاحقاً .
لقد قرأت – حالي حال الآخرين – عن الرحلة المكوكية للسيد / صالح الفضالة في بعض دول الجوار والتي شملت حتى الآن السعودية – قطر – الإمارات . علماً بأن الجهاز قد صرح بأنه توجد دول أخرى كالعراق و سوريا و إيران سيتم التباحث معها لاحقاً . والتي يعتقد – وفقاً للتصور الحكومي – بأن بعض عديمي الجنسية في الكويت هم مواطنون لهذه الدول .
وإنني كناشط حقوقي أشد على يد العم صالح الفضالة والعاملين معه في سعيهم لحل هذه القضية العويصة ،وأذكر حين مقابلتي معه منذ سنة تقريبا في مكتبه بالجهاز المركزي بمعية السيد أحمد التميمي و السيد نواف البدر من لجنة الكويتيين البدون بأنني قد طالبته بضرورة التباحث الفوري مع دول المنطقة لحسم مسألة التشكك الحكومي بانتماء بعض الحالات لتلك الدول حتى نقضي على مقولة ” طلع جوازك ” ، خاصة وأن علاقاتنا الدبلوماسية موصولة وجيدة مع الجميع .. ولكن للأسف فقد تأخر الأمر سنة كاملة حتى يتحقق و لا نعلم إلى متى سيستمر !! سنة تحسب من عمر المستحقين .. كل ليلة فيها هي سنة لوحدها .. يملؤها القهر ويكسوها الألم .
فإذا كان من حق الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية – وهو بالمناسبة مصطلح يخالف المبدأ الدستوري بأن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته بحكم قضائي نهائي – اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحل هذه القضية ومنها تبادل المعلومات الأمنية بين دول المنطقة ، فإن من حق المستحقين والرأي العام الكويتي معرفة نتيجة هذه الخطوات ، وأن يتم تنقيح الأسماء من أي دخيل من خلال الأدلة والبراهين التي تقطع الشك باليقين أمام محاكمة عادلة . وللعلم فلقد صرح وزير الداخلية بتاريخ 29 ديسمبر 2011 بوجود 34 ألفاً من البدون يستحقون الجنسية الكويتية بلا أي خلاف حول ذلك الأمر .. وحتى اليوم لم نر واحداً منهم تجنس!!
ومن طرائف هذه الرحلة المكوكية .. انتشار هشتاق تويتري بعنوان ” ترحيل جماعي ” على أساس خبر غير معلوم المصدر نشرته إحدى الصحف عن وجود نية للجهاز المركزي بترحيل 20 ألفاً من البدون .. ومن خلال مراجعتي لتغريدات السيد ضاحي خلفان تبين لي أن حديث السيد صالح الفضالة معه كان يدور حول ( حل ) جماعي .. والتي تحولت بقدرة قادر إلى ترحيل !!
نبراسيات : لقد تأخرت الحلول الحكومية لقضية البدون فترة جاوزت الـ 52 عاماً .. بينما مغامرات السندباد التي جال فيها العالم لم تتعد 52 حلقة !!
Twitter: @AbdullahFairouz
أضف تعليق