آراؤهم

أبو إسماعيل وبشرى النبي

في جمعة “لن نسمح بالتلاعب”، والتي نظمها أنصار المرشح الرئاسي السلفي في مصر، الشيخ حازم صلاح 
أبو اسماعيل،قال خطيب صلاة الجمعة من على منصّته في ميدان التحرير، ان شخصا عاد للتو من العُمرة، اتصل به هاتفيًا ليبلغه أن شخصا آخرًا “له خمسة عشر عاما لا يترك صلاة في المسجد النبوي”، رأى “أن النبي دخل عليهم في المسجد النبوي وسألهم عن حازم صلاح أبو اسماعيل، وقال أبلغوه أن الله راض عنه”! وما كان من مئات الشباب الذين اجتمعوا في الميدان إلا أن عقّبوا بالتكبير!
لاشك أن أولئك الشباب الذين تزاحموا في الميدان تأييدًا لمرشحهم قد عادوا لبيوتهم وهم أكثر رضًا عن أنفسهم، فمن قرّر سلفا دعمه لأبو اسماعيل قد تبيّن له تمامًا وبالدليل أن الأخير هو المرشح الأنسب للرئاسة، وكيف لا؟ وقد رأى من “له خمسة عشر عاما لا يترك صلاة في المسجد النبوي” في منامه أن النبي يبلغه أن الله راض عن أبو اسماعيل!
هذا النوع من الخطاب، لا زال مُجديا عند الألوف المؤلفة منا، ويكاد يكون الأكثر فعالية، أعني ذلك الخطاب الديني-السياسي،والذي يدّعي فيه الشخص أن حكمه مستمد من الله تعالى، وبتفويض منه، ولا يبدو أن هذا النوع من الخطاب حكرًا على السلف،ففي لقاء مطول مع إحدى الصحف، ذكر المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين، مصطلحات مثل “النائب الربّاني” و”تكليف الله”،حتى أنه حذر خلال مؤتمر صحفي له من الافتراء على المرشح الرئاسي وممثل الاخوان مسلمين، خيرت الشاطر، لأن “دعوته مستجابة”!
للأسف، لا زال البعض يستغل جهل الكثير ووقع الدين في نفوسهم للوصول للسلطة، وما بعض الفتاوى السياسية إلا مثالا صارخًا على كيفية توظيف الخطاب الديني-السياسي لتحقيق مصالح شخصية للبعض. فتوى تحرم دعم الرئيس هذا أو ذاك،وفتوى أخرى تدعو للإطاحة به، وثالثة بوجوب عدم الخروج عن طاعته، ورابعة تحرم المظاهرات، كل ذلك باسم الله، وعلى بركته!