أقلامهم

محمد الدوسري: معركة الشام هي معركة الدول الخليجية بامتياز

لا للنظام السني !!

محمد مساعد الدوسري
 
في تناغم نادر بين مواقف عدد من الأضداد، صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف برفض قيام نظام سني في سوريا، وهو التخوف الذي أعلنت عنه إسرائيل أكثر من مرة، بينما سبق لوزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر أن حذر من قيام نظام سني في سوريا، وتدعم إيران وميليشياتها في العراق ولبنان النظام السوري القائم ضد أي تغيير، فهل توافق هؤلاء الأضداد أمر طبيعي ؟.
من يتحدث عن طائفية المعارضة يجب عليه أولا أن يتحدث عن طائفية هؤلاء الرافضين لقيام نظام سني في سوريا، وهو أمر مناف لأي ديمقراطية أو منطقية، على اعتبار أن الغالبية في سوريا هم من السنة، لكن كيف تتعاون الأضداد البعيدة عن الدين والقائم بعضها على آيدلوجيات ليبرالية أو علمانية أو بعثية في رفض نظام سني في سوريا؟، أعتقد أن خدمة النظام الصهيوني المحتل هو الرابط بين هؤلاء، مع مصالح طائفية لبعض الأطراف.
المعركة في سوريا ليست بين طائفتين، وهي بالتأكيد ليست بين أيدلوجيات متعارضة، بل هي وببساطة معركة قائمة بين ديكتاتور مستبد يعشق الدماء والقتل، وشعب أعزل يسعى للحرية والعدالة والمساواة، وإيقاف الظلم والبطش الذي يستخدمه النظام القائم هناك ضد كل رافض لجبروته وظلمه، علما أن الكثير من العلويين والدروز والمسيحيين من المنخرطين فعليا في المعارضة سواء أكانت في الداخل أم في الخارج.
رفض دول عظمى لقيام نظام سني في سوريا، مرتبط بما تخطط له هذه الدول وما تحافظ عليه في رسمها لخريطة القوى والتوازنات في المنطقة، والتي تخشى تغيرها متى ما تغير ميزان القوى بوصول نظام يتواصل مع محيطه العربي بطريقة تسعى لرد الحقوق العربية في الأراضي المحتلة، وفتح الشام أمام العرب وخططهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وارتباط ذلك بأهمية الشام كدولة ربط بين العرب وتركيا جغرافيا.
إن معركة الشام هي معركة الدول الخليجية بامتياز، والتراخي في دعم الجيش السوري الحر سيعود علينا بالضرر إن عاجلا أو آجلا، ولا يمكن أن يبقى العرب والخليجيون خاصة مكتوفي الأيدي بينما يقوم النظام الإيراني وحلفاؤه في العراق ولبنان بمد النظام البعثي في سوريا بالمال والعتاد والرجال لقمع الشعب السوري الحر، فإما أن نقوم لإسلامنا ولعروبتنا ومصالحنا بسرعة، وإما أن نتحضر للهيمنة الفارسية في المنطقة وخاصة في الخليج العربي.