آراؤهم

غزوة الصناديق.. ثمار مسمومة !

  وبدأت غزوة الصناديق تؤتي ثمارها المسمومة ونتائجها المشؤومة..

نيران تشتعل،  ووطن يحتضر تحت وطأة احذية المتصارعين،  تخبط في القرارات،  صدام بين الشعب من أجل تأييد أشخاص  دراويش يتحدثون بما لا يفهمون،  نواب يكذبون،  شخصيات تنافق ! هوس إعلامي،لا احد يتحدث الا بدافع الشهرة ولا احد يعمل الا بدافع الرغبة في السلطة .

 مأساة حقيقية تعيشها مصر،  بدأت فصولها بكلمة ((نعم)) للتعديلات الدستورية،  تلك التعديلات التي رأت فيها بعض التيارات فرصة للسطو علي السلطة التشريعية والتنفيذية قبل ان تنتبه الأحزاب الأخري وتقوي شوكة شباب الثورة علي المنافسة .
 
بحت أصواتنا في الندوات والمؤتمرات واللقاءات ونحن نناشد المواطنين ان (لا ) او ( نعم ) للتعديلات الدستورية ليس لها علاقة بالدين ولا بالهوية الإسلامية للدولة،  ولكن كلمة (لا ) فقط ستمكننا من بناء مصر على اسس سليمة وضربنا لهم مثالا بالسؤال:(( تم هدم بيت، فما هو الأفضل ان يتم ازالة كل الأنقاض و بنائه من جديد على اسس متينة وقوية ام يتم البناء علي نفس الأنقاض والأساس القديم؟ )) ولكن للأسف لم يسمعنا احد،  وظنت تلك التيارات انها انتصرت و استمتعت بغنائم غزوة الصناديق المتمثلة في السيطرة على المجالس التشريعية.

ولكن الحقيقة انهم اردوا حفر حفرة للشعب بتلك التعديلات فسقطوا هم فيها بفضل المادة 28 و 60 من هذا الإعلان والأن يملأون الدنيا صخبا وضجيجا يرغبون في تغييرها!!

 وبعد مرور عام على تلك الغزوة نسأل شيوخ الفضائيات :ماذا فعلتم سوى تشتيت وتغييب عقول اتباعكم وتضليلهم ؟ ماذا فعلت ( نعم ) للتعديلات الدستورية؟ سوى مزيد من إفساد المشهد السياسي وزيادة مدة المرحلة الانتقالية و انتهاك حرمة الوطن .

 هل حققت التعديلات الدستورية الاستقرار كم زعمتم ؟ هل ساهمت التعديلات في حل الازمات وتوضيح الرؤى وتحديد المسؤوليات والأدوار والصلاحيات ؟
 
لسنا بصدد البكاء على اللبن المسكوب ولكن لنذكر المصريين -فالذكري تنفع المؤمنين – انه قد تم التغرير بهم في غزوة الصناديق تحت ستار الدين وجنة (( نعم )) و نار ((لا ))،  ولنذكرهم كيف عندما غيبت العقول وتحكمت العواطف في الاختيار وصلنا الي مرحلة صعبة وشديدة الخطورة وعدنا الى ما كنا عليه ايام مبارك بل أسوأ .

الأطماع والمصالح و الأجندات الخاصة هي التي تتحكم في كل القوى الموجودة على الساحة ولا فرق في ذلك بين إسلاميين وليبراليين فقد اصيبوا جميعا! بمرض الغرور و الركض خلف البرامج والظهور على الشاشات ،الليبراليون يحذرون من دولة الإرهاب في حال استيلاء الاسلاميين  على كل المؤسسات التنفيذية والتشريعية ورئاسة الدولة،  والإسلاميون يكفرون المجتمع ويتهمون الكل في إسلامهم وكأن هم فقط المسلمون ..انشغل اعضاء البرلمان في تفصيل قوانين تصب في مصلحة جماعتهم عندما استشعروا الخطر على كراسيهم وبرلمانهم. ولم ينشغل اي منهم بهموم رجل الشارع البسيط الذي انتخبهم ظناً انهم يحملون الخير لمصر!
 
مصر بحاجة الى من يحفظها لا الى من يتصارع عليها،والشعب لا يريد من يهتف باسمه ولكن يريد من يعمل لأجله وينتشله من الازمات التي يغرق فيها،  والثورة لا تحتاج الى شعارات ولا افاقين ولا من يستغلها الثورة تحتاج من يحميها لوجه الله تعالي وحباً في الوطن .
awaad99@gmail.com