أقلامهم

عبد الله الصالح: في وقت الشدائد «وأنا ولد عفاف» وفي وقت المحن «وأنا أخو مريم» … شنو اسم أمك؟!

شنو اسم أمك؟!

عبد الله محمد الصالح
ترى الشاب طويل القامة? عريض المنكبين? ذا شارب يشبه رصيف الشارع? إذا سألته: ما اسم أمك؟ حدق إليك? وأخذ يفكر بالجواب? وأنت حينها تريد أن تمنحه عدة خيارات فلا تفعل. لماذا يتلعثم الشاب حين سؤاله عن اسم أمه في مجتمعنا الذي يقدر مكانة الأم أيما تقدير. شاهدت برنامجا عربيا يسأل فيه المذيع الشباب في الطرقات عن أسماء أمهاتهم? فتفاوتت الردود بين من أجاب: أمي حواء? وآخر: عيب السؤال? فلم يقدم على الإجابة إلا كبار السن? وهم يترحمون على أمهاتهم.
انتهى البرنامج? واسترجعت المقالب التي كانت تجري من قبل بعض الأصدقاء? حيث كانت السخرية المستدامة من قبل يعرف اسم أم الثاني? وتبدأ سلسلة بالهمز واللمز? والطرف المقابل أسير أوامر ونواهي من يعرف اسم أمه. نعم ليس هذا فحسب بل إن اسم الأنثى سواء كانت أما? أو أختا? أو بنتا? أو زوجة مشمول في حكم حرمة التداول العلني. وبالتأكيد فإن هذه العادة دخيلة على شبابنا فقط? أما المخضرمون من كبار السن فهؤلاء رموز نحتذي بهم وننزههم من هذه العادات.
ويذكر في سيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم? أنه قال: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت? مجاهرا باسم ابنته الزهراء على الملأ دون حرج? واشتهر الملك عبدالعزيز رحمه الله بترديده «وأنا أخو نورة» عند الشدائد والمحن. وأذكر مادمنا في سيرة الأميرة نورة أن النائب الأسبق أحمد الدعيج حفظه الله حدثنا أنهم اقترحوا على الملك عبدالله بن عبدالعزيز تغيير اسم جامعة الرياض للبنات إلى جامعة الملك عبدالله كونها الجامعة الوحيدة في المملكة المخصصة للبنات? فرفض المقترح وقال أطلقوا عليها اسم عمتي نورة.
هكذا كان تعامل نبينا الكريم? وملوكنا? وكبار السن مع أسماء محارمهم? بفخر واعتزاز. ولا أدري من أين دخلت علينا هذه العادة حتى نشخصها بدقة إلا أنني أرى الحل يبدأ في دعوات الأعراس. تسألون كيف؟ الجواب: دائما ما يذكر في البطاقة اسم العريس وألقابه إن كان طبيبا أو ملازما أو مهندسا بينما إذا بحثنا عن اسم العروس وجدناها محرومة من ذكر اسمها فيقولون: كريمة فلان ولم يلتفتوا إلى منزلة هذه المناسبة في نفسها كي يعرف العالم أنها الليلة عروس.
وأبدأ بنفسي فأعلن في وقت الشدائد «وأنا ولد عفاف» وفي وقت المحن «وأنا أخو مريم» ولو كنت متزوجا لأكملت لكم القصيدة.