أقلامهم

هاني النبهان: هل يباح للسياسيين أن يتبادلوا السب والشتم فيما بينهم …!! ؟؟

هل يباح للسياسيين أن يتبادلوا السب والشتم فيما بينهم …!! ؟؟

هاني عبد الرزاق النبهان
 
إن من أكبر الجرائم والأخطاء أن نقتنع بمقولة (هاذي السياسة كل شيء فيها جائز) .. فهل السب والشتم من مناهج السياسة النزيهة،وهل التلاعن المتبادل من صلب السياسة … هل التنابز بالألقاب من قواعد السياسة الأساسية، وهل … وهل ….. هل لكي أصبح سياسيا وشهيرا وإعلاميا فلابد أن أسب هذا وأشتم ذاك … هل يباح للسياسيين أن يسبوا ويشتموا بعضهم البعض دون مراعاة للدين والعادات التي جبلنا عليها… هل كل هذا من عادات وتقاليد أهلنا التي تعلمناها وورثناها… هل كان أجدادنا وأباؤنا إذا اختلفوا تشاتموا وتساببوا وتحاربوا حربا ضروسا فيما بينهم … يا من يقرأ كلامي أرجو أن تجيبني وأتمنى أن أسمع جوابا شافيا مقنعا .
وبلا شك أن صرح مجلس الامة الشامخ لم يُوضع من أجل السب والشتم ما بين الأعضاء بعضهم البعض، وأيضا ما بين الأعضاء والجماهير، ولم يُوضع من أجل أن نتناحر ونتربص ببعضنا البعض،بل وُضع من أجل تطوير بلدنا الغالي في شتى المجالات وتأصيل لمبدأ التعاون والمحبة المتبادلة، فعضو مجلس الأمة هو خلاصة الشعب واختياره، ويجب أن نحترم كل الأعضاء دون استثناء حتى ولو اختلفنا معهم بكل شيء، وأيضا لابد أن يكون العضو نموذجا يفخر به الشعب ويعتز به ولا يكون شتّاما وسبّابا .
وإذا أردناها بالعادات أو بالدين فلا يجوز أن يسب النائب زميله النائب !!،أو الجمهور يسب النائب !! أو النائب يسب الجمهور !!، فكل إنسان له احترامه ولا يجوز أن نعتدي عليه بالألفاظ حتى ولو كان بيننا ما صنع الحداد، فلابد أن يكون الاحترام سائدا مهما كبر حجم الخلاف وتخالف الأهداف، وأسلوب الشتم والسب لا يقبله أحدا سواء جاء من شخص يوافقنا بالرأي أو يختلف معنا بالرأي، … وكما أسلفنا فإن ثقافة السب والشتم لا نعرفها ولم نترب عليها، ومنذ كنا أطفالا ونحن نعرف أن الصغير يحترم ويوقر الكبير، والكبير يعطف ويرحم الصغير، … وكان أجدادنا حتى على مستوى دواوينهم إذا رأوا شخصا يسب آخر ينهونه ويأنبونه ومن ثم يحتوونه ويرشدونه ولا يحاربونه ويبادلونه الخطأ، وهذا الذي علمونا إيّاه أبائنا وأجدادنا، ولكن للأسف في زمننا هذا تغيرت كثير من المفاهيم فأصبح السب والشتم يغزوا الأفكار والعقول ويغزوا كثيرا من المؤسسات المجتمعية، وديننا الحنيف وهو مرجعنا الذي ننهل منه قد حثنا بأن نحسن الألفاظ والأفعال، وقد أمرنا الله و رسوله بأكثر من آية وأكثر من حديث على الأخلاق النبيلة والجليلة،،فقال الله سبحانه في محكم التنزيل «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ » وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف « ليس المؤمن بالطعان،ولا اللعان،ولا الفاحش،ولا البذيء»، فنسأل الله أن يجعلنا من الذين يقولون القول الحسن الذي يرضيه، ونسأله أن يحفظ كويتنا وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يجعلنا متعاونين على الخير ومتناصحين ومتحابين إنه سميع مجيب .
 
مهلا
ولي هنا أبيات حول موضوع هذا المقال وأتمنى أن تنال إعجابكم وأقول فيها ….
«أهل السياسة»
اسلوب الشتايم والتنابز والعناد
والحقد والتجريح وامبادل السب
يحرق ويمحق ما يعمر له ابلاد
ويزوّد الإشكال ويفرّق الشعب
ما تنبنا دارنا وفي قلبنا أحقاد
ما تنبنا دارنا في (العن وجب)
أعماركم خمسين والسانكم حاد
واحد يسب الثاني والدار تلهب
الشعب صار اشتات واحزاب واضداد
كل (ن) يشد بصوب من دون مطلب
الجار كان الجاره إحزام و وتاد
والحين يكره جاره ويعلن الحرب
والطفل صار اليوم تبّاع ردّا د
يسمع ويحفظ كل شتيمات(ن) وذب
ثقافة التشتيم كل يوم تزداد
وقول الشتايم يغضب الواهب الرب
الله مايرضى ترى بدرب الافساد
وربي على المفتن ترى دوم يَغضب
وأهل السياسة فرّقوا كل البلاد
خلّونا نكره بعضنا ونكسب الذنب
خلَّونا عدوان انتكلم بلا اقياد
نبغض بعضنا والبلد منّهم شب
صرنا طوايف والبلد عشرت افراد
واشلون لو حنا كبر ديرت الألب
كل واحد(ن) متمسك برايه وجاد
وكل (ن) يقول إنه على خيرت الدرب
والخوف إن الحبل يفرط والقياد
وبعض البشر ما اضن ترى برايهم طب
والله يستر عالبلد من الاولاد
اللي ربو في بطنها ونالوا الحب
الخوف ماهو من بعيدين واضداد
الخوف من اعيالنا والأمر صعب
لكن عسى ربي يهدي كل العباد
ويوحد اصفوفنا ويصفّي القلب
ويجمعنا عالخيرات و دروب الرشاد
ويحفظنا بلدنا ويجعله بأول الركب
والحمد والشكران للرازق الهاد
وصلوا على محمد وعالآل والصحب