كتاب سبر

“الجامية” خطر على الأمة الإسلامية

 في كل العصور الإسلامية كانت تظهر في أحشاء الأمة جماعات مثل الخوارج والنواصب والروافض تُضعف جسدها وتخدم أعداء الدين الحنيف إماً تعمداً أو جهلاً ، اعتقاداً منها أنها تنفع الإسلام وفي الحقيقة هي تثقل كاهله وتضره ضرراً مريعا ! وفي عصرنا هذا يظن العامة مخطئين أن أخطر التهديدات التي يواجهها المسلمون هو تهديد من يُطلَق عليهم (الإرهابيون) أو ربما تهديد الصهاينة أو أولئك الصفويين فيما تؤكد تجارب التاريخ أن العدو الظاهر المكشوف يعتبر أقل خطرأً من العدو المنافق المندس بين جنبات هذه الأمة الحالمة بالنهضة.
 
إن أخطر الجماعات المندسة اليوم هي تلك التي يُطلَق عليها (الجامية) نسبةً لشيخٍ حبشي المولد سعودي المنشأ يُدعى ابن أمان الجامي رحمه الله والذي سأتجاوزه وأسلط الضوء على خطر السواد الأعظم من أتباعه الذين أضاعوا جادة الصواب وأصبحوا كالسوس الناخر في صرح الأمة ، ولتأكيد خطورة هذه الفئة أنقل للقاريء الكريم الشواهد التالية :
 
أولاً : ثبت التحذير منهم ومن منهجهم على لسان كبار العلماء ، ومن أبرزهم -جزاهم الله الجنة- عبدالله الجبرين والألباني واللحيدان وبكر أبوزيد وعبدالله المطلق وأبي إسحاق الحويني ونبيل العوضي وغيرهم.
 
ثانياً : تتخصص الجامية في ذم الدعاة والقدح بالجماعات الإسلامية ، فتجدهم يجتهدون بالتصيد على الشخصيات الإسلامية ونقد الإسلاميين كسلمان العودة وعبدالرحمن عبدالخالق وأحمد القطان ومحمد حسّان وطارق السويدان وغيرهم ، فيما لا ترى حرابهم مصوبة بنفس الحدة تجاه المشركين وأعداء العقيدة إلا ما ندر.
 
ثالثاً : تتفنن الجامية بتقديس الحكام وتبجيل ولاة الأمر ومدحهم مع إضفاء تلك القدسية على أتباع السلاطين ووزرائهم كما فعل أحد رؤوسهم حين اعتبر المطالبة برحيل رئيس الوزراء الكويتي السابق بمثابة الخروج على ولي الأمر !
 
رابعاً : تهاجم الجامية ثورات الشعوب العربية ، وتدافع عن الطغاة من أمثال القذافي ومبارك وزين العابدين وبشار واصفةً إياهم بولاة الأمر ، وهي هنا تخالف رأي الجماعة المسلمة وغالبية الأمة التي اختارت إزاحة المجرمين والمتحالفين مع إسرائيل ومحاربي الحجاب ومحرفي القرآن.
 
خامساً : تمد الجامية السلاطين بأسلحة شرعية وذخائر دينية لإبادة أي معارضة أو مطالبة بالإصلاح وهو استنساخ تاريخي لعصورٍ مظلمة كانت الملكيات الأوروبية تمارس فيها طغيانها باسم الرب الذي استمدت سلطانه من الكنائس والرهبان والقساوسة الفاسدين.
 
سادساً : تصف الجامية كل من يطالب بحقوق الإنسان واحترام الرأي الآخر بالليبرالية والعلمانية ، فيما يتغاضون عن مفاسد بعض الحكام ومجونهم وإباحة حكوماتهم للخمور والربا وغيرها من المنكرات.
 
سابعاً : تتحالف الجامية مع جهات لا دينية ومشبوهة (رسمية وغير رسمية) من أجل تحقيق أهدافها ، فتجد ظهورهم الإعلامي يتكرر في صحف وقنوات يمولها فاسدون مما يؤكد ما نُقل عنهم من اعتبار العلمانيين أقرب لهم من بعض الإسلاميين كالإخوان والتبليغ !
 
ثامناً : تتناقض مواقف الجامية كثيراً ، فذكرنا زعمهم محاربة الليبراليبة فيما يبيحون ممارستها للحكام ، كما أنهم رغم تحريمهم لنقد ولاة الأمر إلا أنهم يحللون التهجم على ولاة الأمر المنتمين للإخوان المسلمين كالحكومتين التونسية والتركية !
 
تاسعاً : تسعى الجامية لإقصاء الإسلاميين عن السياسة مما يفتح المجال أمام التيارات الأخرى للتشريع وسن القوانين والحكم ! فهل نسوا أن دخول الإسلاميين للسياسة أعاد الحجاب لتونس والأذان لتركيا ومنع الخمر والإختلاط في الكويت وحجب الغاز المصري عن إسرائيل ؟!


عاشراً : تتطابق أغلب أهداف هذه الجماعة مع أهداف من يُنعتون بالصفويين ، وهذه أبرز الشواهد :
1- الفريقان يعتبران الثورة السورية خروجاً على ولي الأمر البعثي بشار !
2- الفريقان يمنحان الهالة الروحانية لحكامهم ويرتبطان بأجهزة الأمن ، فللجامية العربية نظير فارسي في الحوزات .
3- الفريقان لهم عداء مع الإخوان المسلمين في الكويت والبحرين والسعودية كما أن الفريقين يحاربان مشايخ محددين كالعريفي وعدنان العرعور وعثمان الخميس.
4- الفريقان يناهضان الديمقراطية فتعتبرها الجامية كفراً فيما يقمع الصفويون خصومهم في طهران وبغداد ودمشق.
 
قال العلامة عبدالله الجبرين رحمه الله : (الجامية قوم يغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم ، والذين يحسدون كل من ظهر وكانت له شهرة .. ويغلب عليهم الحسد ، ولأجل ذلك صاروا ينتقصون كل من برز من العلماء ويعيبونهم ويتتبعون عثراتهم ويسكتون عن عثرات بعضهم فيما بينهم ) .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : {إنه يخرج من ضئضئي هذا قومٌ يتلون كتاب الله رطباً لا يُجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية} .
 
 
المدونة
 
http://ala3mash.blogspot.com