كتاب سبر

ارحل يا عمنا بن عبد العالي

العم محمد بن عبد العالي العتيبى …ناشدتكم  الله ان تتذكروا هذا الاسم جيدا وان تحفظوه فى ” فلاش” ضوء الشمس  التى لا تغيب عن ارض ذكرياتكم ,ودخيلكم احذروا ان  يسقط سهوا من جيوب حقائب سفر ذاكرتكم طوال طريقها الطائر من بوابة القادمين عبر مقدمة مقالى هذا الى بوابة المغادرين فى خاتمته ,وانا “بوجيهكم”  لا تجعلوا من ساحة سطور مقالي مكان جريمة  شروع فى ” نسيان” رجل عظيم من عظماء بلادي .

وقبل ان ابدأ بسرد قصة العم ابومرزوق  احب ان انوه ان  كلمة ” العم” لا تخرج عادة من قضبان “سجن” فمى الا بمرافقة ثلاثة شروط ,اولهما  ورقة كشف بصمات تاريخية  نقشت بماء ” عرق” الجبين وزخرفت بفسيفساء الاخلاص ,وثانيهما شاهدي عدل يتمتعان بالدين والاخلاق , بالاضافة الى طابع ” بريال”.

 ربما لان كلمة ” العمام” قد اصبح عرضها على ارفف الوجاهة  اكثر من الطلب عليها من “الوجيه ” المفاليح”  مما اصابها بالتضخم فاضطر البنك المركزي لالفاظنا ان ” يعومها” لتفقد عملة العمام ثلاثة ارباع قيمتها فى سوق ” الطيب” , ولكنها خرجت عندما تعلق الامر بالعم ابو مرزوق من خلال بوابة التشريفات  لتركب موكب احرف الالف والعين والميم ليتهادى بها بين جماهير سطورى المحتفلة .

طوال اربعين عاما كان ابو مرزوق حيا  يجبر عظام خلق الله , فلما اسلم الروح الى ربه ابى الا ان يجبر كسر حفرة فى الارض كانت مثواه الاخير فلله دره .

طوال اربعين عاما كانت الوفود تاتيه تشتكى كسر رجل او يد فتخرج منه وقد جبر كسر قلوبها قبل كسور عظامها فلله بره.

طوال اربعين عاما كانت الارجل التى تخرجت من تحت يده تدب على الارض فتخرج الحانا لا يجيد عزفها الا ابن عبد العالي ,
واليد الواحدة التي كانت تشتكي عدم القدرة على التصفيق لان اختها الثانية كسر بيت عظمها ,كانت ترفع نفسها وتصفق عاليا على خد  اختها “المجبرة” اعترافا بابداع ابو مرزوق الله يرحمه

طوال اربعين عاما كان العم محمد بن عبد العالي يجبر كسور العظام بالمجان ,رغم توافر السيولة من سيول المرضى الخمسين الفا الذين عالجهم ,والذين ان ضربتهم فى دينار وهي اجرة المستوصف الذى تدخله “محمولا” فتخرج منه “ببنادول” لكان الناتج خمسين الف دينارفقط لا غير !!  ,رفسها ابو مرزوق باكبار باصبع قدمه الصغير واختار ان يكون من” اهل الخير “يستثمر فى بورصة الحسنات  على ان يكون ” مليونيراً “يستثمر فى بورصة السندات ,اراد بن عبد العالي ان ينطح جنان الرحمن لا ان ينطح “خشم” الدينار فتربت يداه .

ومرت الاربعون عاما وكسر كبده وتليف ليعز عليه ” المجبرون”فى وطنه  ,فلم يدهن احد مرضه بزيت زيتون شجرة” الفزعة” المباركة , ولم “يمرس” احد اوجاعه بتمر “اخلاص” السؤال ,ولم يشد احد خشب “العلاج بالخارج ” على جرحه النازف  ,باختصار وبشرح  بسيط من علم التشريح غاب عن البطين الايمن والايسر لقلوبنا اللاهية قبل ان يغيبه بطن الارض عن دنيانا ..

فارحل يا العم محمد عبد العال العتيبى الى  جنان الخلد يا ,جبر الله كسور ذنوبك بصحيح حسناتك وادخلك الفردوس الاعلى مع الانبياء والصديقين والشهداء  ..اللهم آمين .

الان وقد انتهى المقال لكم مطلق الحرية ان تنسوا ذكرى العم محمد عبد العالي العتيبى او ان  تتذكروها .فالمهم لدي ان تكون ساحة مقالي “السبري” بريئة  من جريمة نسيان ابو مرزوق ولا يكلف الله نفسا الا وسعها ,وانتم فى وسعكم الان ان تعودوا ساحات قلوبكم الا  تتذكر نبضات تاريخه المشرف ,وبوسع ساحات بلدكم ومؤسساتها ان تنسى ان تعلق لافتة يرفع عليها اسمه ,فنحن قوم  وللاسف الشديد “ترفل”  ذاكرتنا فى نعمة نسيان تاريخ عظمائنا ,وخبز “تاريخ” خبزتيه يا الذاكرة ” الرفلة ” إكليه .