المنادون بالليبرالية من المؤسسين أرادوا لمن يتبناها أن يتبناها كمنظومة فكرية اجتماعية ثقافية تنسحب على جميع نواحي الحياة ولا يمكن تجزئتها وأخذ جزء دون الآخر لأن هذا -حسب زعمهم -يُظهر الليبرالية بصورة مشوهة تخالف حقيقتها وعالميّتها!!
فإخضاع الليبرالية لمفاهيم سائدة في المجتمع وتقديمها على المبادئ الليبرالية التي تتصادم مع مفاهيم المجتمع كليّاً لا يُسمى ليبرالية ولو قال مدعوها بأنهم أخذوا الليبرالية ولكن بعد (فلترتها) لتواكب ثقافة المجتمع وحتى لا تكون طاردة لمن لا يقف على حقيقتها وإنما يتناولها بسطحية!!
أقول هذه المقدمة وأنا على يقين بأن اتخاذ الليبرالية كمنهج حياة سيؤول بالناس إلى إخراجهم من دائرة البشرية إلى دائرة البهيمية!!
ولكن ما لفت انتباهي هي تصرفات بعض مدّعوا الليبرالية في الخليج وحقيقتهم لا تعدو كونهم أناسا (صايعة)،فتجد أحدهم يحاول أن يكون ليبرالياً ولكن لا يستطيع الخروج من عباءة القبلية والعائلية والتمرد على عاداتها وتقاليدها فيأخذ من الليبرالية ما يحقق له كل ما تصبو إليه نفسه ويردّ منها كل ما يخالف هواه تحت ذريعة أنها لا تصلح لمجتمعنا!!
وأصرح قضية تدلل على تناقض هؤلاء هي قضية تحرير المرأة!!،فتجد أحدهم لا يفتؤ الليل والنهار يدعو إلى إعطاء المرأة حريّتها-المزعومة-وإخراجها من خدر الحياء إلى فضاء التفسخ والإنحلال!!!
ولكن لو نظرنا إلى زوجة وبنات هذا الداعي هل فعلا كن سبّاقات في الحرية التي يدعو لها هذا الليبرالي؟؟!!!
العجيب أن غالب ليبراليوا الخليج لا يبدؤون في دعوتهم بنسائهم!!.
وحقُّ لنا أن نتساءل أليس ما تدعو إليه أيها الليبرالي حقاً وخيراً للمرأة في نظرك؟!!
إذن لماذا تحرم أقرب النساء لك من هذا الخير؟!!.
سؤال تحتاجه إجابتها الواضحة إلى تأمل من الذين انخدعوا بدعوة هؤلاء!!.
والحقيقة أن أغلب ليبراليوا الخليج هم أناس (صايعة) ولا يريدون من الليبرالية سوى ما يوافق هواهم ويُشبع نزواتهم المحرمة!!.
فدعوتهم للمرأة ليس عن قناعة ولكن لتسهيل الوصول إليها والتمكن من أخذ كل ما يريدون منها تحت ذريعة حريّتها التي تحتم عليها أن تكون أكثر انفتاحاً مع الرجال وخصوصاً في المسائل الغرامية التي دائماً ما تتوج بالعلاقة الجنسية المحرمة ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!!.
متى تستفيق أخواتنا ومتى يعين بأن هؤلاء الذئاب هم ألدّ أعداهن وإن ظهروا لهن بثياب الصديق المخلص الحريص على مصلحتهن؟؟!!!
أضف تعليق