كتاب سبر

هذا ما جرى بين البراك والوسمي

منذ تشكيل الحكومة  وطرح اسم الشمالي معتلياً هرم وزارة المالية  بدأت الحرب الباردة  بالتصريحات والتهديد والغمز واللمز بإسقاطه وهو الذي تلاعب بالمال العام وكان الغطاء للمتنفذين في هدر ثروات الوطن.
الكل يتفق على ان وجود مصطفى الشمالي خطأ لابد من تصحيحه عن طريق طرح كل القضايا والوثائق في محاور استجواب يتبناه الاعضاء الذين تعهدوا واقسموا على حماية المال العام ومحاسبة كل من يمد يده للتنفيع وسوء استغلال السلطة  او حتى شراء تذكرة  لدخول المدينة  الترفهية.
ليست المشكلة  بالاستجواب بل المشكلة  هي في الخطوات الاجرائية  في تطبيقه  ولاشك ان السياسة هي عمل جماعي اساسه التنسيق وسقفه التعاون والتفاهم ولكن ما نراه مختلفا،لان د.عبيد الوسمي قدم استجوابه للشمالي منفرداً من ثلاثة محاور في حين قدم بعده البراك والطاحوس والعنجري استجوابهم من ثمانية محاور .. فماذا جرى؟
بداية لابد ان نذكر ان الاستجواب اداة  دستورية  بيد النائب وله مطلق الصلاحية  في استخدامها كونه يمثل الامة  ومن واجبة  ان يحرص على اداء مهمته في المسائلة  والمحاسبة .
والوسمي لم يخطئ في تقديم استجوابه وعن سبب عدم تقديمه  إياه متعاوناً مع البراك والطاحوس والعنجري يقول الوسمي ان ما قدمه من محاور سبق الاتفاق عليها في اجتماع الاغلبية  في ديوان الوعلان واقرها النواب وسبق انه اوضح جاهزية تقديمه ولكن طلب النواب اجلاً لإضافة محاور اخرى وهذا ما التزم به الوسمي وكان لهم ما ارادوا وعندما حان الوقت قدم ما تعهد به واتفق عليه مع الاغلبية .
في حين ان مسلم البراك يرى انه لم يرفض وجود الوسمي معهم في تقديم الاستجواب وسبق  واجتمع مع الاغلبية  النيابية  في الوقت الذي كان به الوسمي متواجداً بالاردن لحضور مؤتمر لمناقشة اوضاع الطلبة  الدارسين هناك.
وتم خلال تلك الفترة  عدة اجتماعات كان نتاجها هذا الاستجواب الذي صاغه البراك والعنجري والطاحوس وعندما عاد الوسمي من الاردن لم يتصل عليهم ليبلغهم عن نيته في تقديمه لاستجوابه والذي اعتبره البعض محاولة من الوسمي لضرب كتلة الاغلبية  !! 
هذا ما ذكره الطرفان وتعليقي البسيط انه ليس هناك مبرر لكل تلك الحرب بين انصار هذين الهرمين واطلاق الاحكام والتشبيهات المجازية  التي لا ترتقي للحدث ولابد من القول ان  لكل منهم خطة  ورؤيته كما انه لا خطأ من وجود استجوابين للشمالي بل على العكس فضربتين موجعتين خيراً من واحدة .
نعم كنا نتمنى لو كان هناك روح تفاهم اكثر وتنسيق اكبر ولكن حتى في غيابها بين الهرمين لا يعني ان الوسمي يحاول ضرب البراك او ان البراك يسعى لتقويض وتهميش دور الوسمي فلا الاول تنقصه الحنكة  والخبرة  ولا الثاني ضيف شرف بالبرلمان وبدل قذفهم بالاتهامات كان اولى شكرهم لحرصهم على حماية المصلحة  العامة  وتسابقهم للحفاظ على ثروات الوطن والمال العام.
وأستغرب استعجالنا في تفسير الحدث على انه حرب باردة  بين الهرمين ولم نفسره على انه تعاون في تحديد المشكلة  اولاً ثم كل منهم اتخذ الطريقة  التي يراها صحيحة  والنتيجة  بالنهاية  واحدة  وهي اسقاط الشمالي.
اما عن تقديم استجوابين لوزير واحد فأنا اذكر حادثة  من البرلمان الفرنسي وبالتحديد في عام 2001 تم تقديم ثلاثة استجوابات لوزير واحد في اسبوع وبالنهاية  اُسقط ولم تقم حرب تصريحات بين انصار اولئك الاعضاء والهجوم واطلاق التهم بشق وحدة الاغلبية  ووصف ذاك العضو بالتسرع والتهور ؟!
لنستورد تلك الثقافة  السياسية  القانونية  ونتمتع بأفق واسع ولتكن نظرتنا شمولية  اكثر فلا يهم من قدم الاستجواب قبل من ولكن الاهم هو ما تضمنته تلك الاستجوابات من محاور دون النظر لشخوص مقدميها فأنا لن اعترض لو قدم الجويهل استجواباً مشابهاً لما قدمه البراك للشمالي، فالعمل السياسي لايعترف بالشخوص بل بتسجيل المواقف وتحقيق النتيجه
إضاءة :
في اليابان قدم وزير التعليم استقالته بعد ان لاحظ ان ادارته تسببت في انخفاض نسبة التفوق عن العام الماضي
جميل .. لنرسل لهم المليفي لتولي الحقيبة  الوزارية  مصطحباً معه افلاشه ( الخايس ) حتى يعرفوا النعمة  التي هم فيها
آخر السطر:
د: دويع – ف: فهيد
د: ها يافهيد وشنت من الطيور
ف: ابوحقب ههه اخ ههه اخ
د: مشينا نسمع ام كلثوم
ف: امي ماترضى …
د: ما اقول الا ابكيك يافهيد