كتاب سبر

ألا يوجد حكيم؟!

لن نتحدث عن أوضاعنا في الكويت قبل الغزو وما كان السائد في المجتمع.. رغم أن الغزو ليس ببعيد وعشرون عاما ليست بالزمن المستحيل ان نتذكر ما حدث فيه.. لكنني سأسترجع معكم زمنا أقرب وهو ما قبل العام 2006 والقيم التي كانت سائدة في مجتمعنا والعادات التي لا يمكن تجاهلها أو نسيانها أو محوها كما يريد البعض.

بالعودة إلى ما قبل العام 2006 كانت لدينا ساحة سياسية نشطة وملتهبة وفيها معارضة قوية وخلاف كبير في وجهات النظر بشأن قضايا عدة ولكن ورغم كل ذلك كان الساسة من أعضاء برلمان وحكومة ونشطاء ملتزمون بأدب الخلاف وقيم وأصالة وعراقة المجتمع الكويتي.. ولم نجد كما يحدث الآن من تدني في لغة الحوار وسفه وصفاقة وقلة حياء من بعض المشتغلين بالشأن السياسي.

بالعودة إلى ما قبل العام 2006 كان الإعلام لدينا إعلاما متزنا رصينا وطنيا بحكم المرحلة وظروفها رغم أن المتحكم في أغلب هذا الاعلام كان اصحاب رؤوس الأموال والتجار ورجال الأعمال لكن في النهاية ورغم أنهم كانوا يبحثون عن مصالحهم التجارية لكنهم كانوا أولا وأخيرا ملتزمين بمسيرة الأوضاع الموجودة.

ولكن وآه من لكن هذه.. بعد العام 2006 بدأت تسري في المجتمع آفات وجراثيم متنوعة وغريبة علينا صنعها أصحاب النفوذ.. ودخل الإعلام الفاسد إلى جسد المجتمع بهدف تفتيته وتأليب الشرائح والطوائف على بعضها في مخطط لا يمكن وصفه باقل من شيطاني.. استخدمت فيه أدوات من وسائل إعلام وأشخاص عادية وشخصيات عامة مع الأسف انساقت لهذا المخطط الشيطاني الحقير.

الأن ومنذ العام 2006 بدأ بعض أصحاب المصالح ومن أبناء الأسرة يطمعون في مناصب سياسية والحصول على نفوذ وسلطة فبدأوا في التخطيط لإفشال الآخرين وأبناء عمومتهم والتطاول عليهم عن طريق الأدوات سابقة الذكر كان أحدها ذلك الجاهل المدعو الجويهل الذي عمل بإخلاص لشق الصف وخلق المشكلات وتعطيل أي انجاز أو تنمية.
السؤال هنا إذا ما كان كلام النائب مسلم البراك والنائب عبدالله الطريجي بأن بعض أبناء وبنات الاسرة يدعمون الجويهل.. وأظن هذا صحيح.. لأن تاريخ الجاهل وملفه محفوظ (ولو يبونه جابوه) وكان خلف القبضان منذ سنوات.. السؤال.. ما هي الفائدة من دعم مثل هذا الشخص.. وهنا لا نريد الحديث عن الجويهل وأخلاقياته وأفعاله لأنها معروفة.. لكننا نسأل عن الفائدة وما سوف يجنيه من يدعم هذا الشخص المشبوه؟

قديما عندما كان أصحاب النفوذ يريدون دعم شخص ما أو حركة أو تنظيم كانوا ينتقون هؤلاء بما لايشوه صورتهم.. أما الأن فلم يعد لديهم اكتراث بمن يدعمون.. المهم الوصول لغايتهم مهما كانت الوسيلة رديئة.
الجويهل فرض كنائب وهذا أمر أصبح واقعا.. وبعدد 8 آلاف صوت اصبح عضوا في مجلس يمثل شعبا قوامه أكثر من مليون إنسان.. وفي زمن تخرج فيه أسيل العوضي وصالح الملا من تحت القبة ويدخل فيه الجويهل في مثل هذه الدائرة لايمكن إلا أن ننتبه لما يحدث حولنا. 

كل الشواهد تؤكد أن الجاهل مسنود ومدعوم ماليا ومعنويا وأمنيا.. وإلا ما قال ما قال وما فعل ما فعل!! والأكيد أن الجاهل ما هو إلا قطعة شطرنج على رقعة السياسة يحركها من أعلى من هو صاحب سلطة ونفوذ ومال وقوة.. ولذلك نقول لهؤلاء (وين تبون توصلون البلد؟؟!!).. والله حرام أجداد تبني وأبناء وأحفاد يهدمون.
 

يا أبناء الأسرة.. هذه دولة حافظوا عليها.. وهذا حكم حافظوا عليه.. وهذه قاعة تحمل اسم رمز الديمقراطية وأبوالدستور عبدالله السالم الذي يجب أن يحترم غصب عليكم.. ألا يوجد فيكم حكيم؟؟!!

almesfer@hotmail.com