كتاب سبر

النخب المثقفة في السعودية (لم ينجح أحد)

دائما ما تقع المسؤولية في توجيه المجتمع وتسييره نحو الاتجاه الصحيح على عاتق النخب الثقافية والفكرية  في جميع المجالات لما يتمتعون به من معرفة وعلم قد تمكنهم من دراسة وضع المجتمع حسب اختصاصاتهم , ولكن المشكلة عندما تكون تلك النخب غائبة كليا عن المعرفة الحقيقية لمكونات المجتمع ومشاكله والسعي لإيجاد الحلول التي تناسبها من خلال المعرفة التي امتلكوها من خلال قراءاتهم وإطلاعهم على ثقافات الأمم السابقة .
في وطني الحبيب اذا حاولت البحث عن دور تلك النخب المثقفة في توجيه المجتمع أو تطويره أو توعيته أو السعي لتحقيق العدالة الإجتماعية أو الإقتصادية وغيرها في المجتمع  فإنك بكل تأكيد ستطلع بنتيجة كنا نقرأها سابقا في الصحف أمام بعض نتائج الاختبارات للمدارس وكانت بالغالب تكون لمدارس محو الأمية وهي (لم ينجح أحد ).
تجد ذلك الداعية المتأسلم  ليس له هم في ظهوره الإعلامي المتكرر وتواجده بمواقع التواصل الاجتماعي سوى الكسب المادي والشهره على حساب الدين والقيم ويتضح ذلك من خلال تناقضاته المستمره وقصصه الملفقة أو تحريضه الطائفي والعنصري الذي يهدم المجتمعات ولا يبنيها .
تتجه نحو الحقوقيين أو الإصلاحيين كما يسمي البعض نفسه وتجد طرحه ومطالبه لا تتعدى نطاق منطقته أو طائفته أو أهدافه الضيقة فتجده مدافعا عن المعتقلين من أبناء منطقته أو طائفته وغالبا ما يطلق عليهم سجناء الرأي بينما سجناء الرأي المطلق عليهم نفس التسمية من قبل منطقة أو طائفة أو حزبية أخرى لا يطالب  ولا يسعى من أجلهم فلم نعد نعرف سجين الرأي من سجين الطائفة!, وسجناء الرأي دائما ما تكون أراءهم تخدم الإنسانية والمجتمع بأكمله إلا هنا  فكل سجين رأي لدينا يقصي سجين الرأي الآخر المختلف معه حتى لو كانوا سويا خلف القضبان .!
تتجه بنظرك نحو المفكرين في المجال الإجتماعي من من يحملون وعيا سياسيا ولهم أطروحات وكتب كثيرة  أقتبس أغلبها من كتب غربية تنويرية التي دائما ما يستشهدون بها ويعتمدون عليها للبقاء وسط تلك النخب المثقفة ولكن عندما تسأله عن منطقة في أقصى الشمال أو أقصى الجنوب أو عن مدينة ساحلية  أو جبلية  تذهل بأنه لم يزرها ولا يعرف طبيعة أهلها وقد يكون لم يسمع بها أساسا  فهو بالغالب لم يتعدى فناء قصره سوى للمطارات الدولية حينما يتجول سائحا وعندما تقرأ طرحه تجده يتكلم بمثاليات أو بنظريات غربية قرأها بأحد الكتب وهو لا يعرف استحالة تطبيقها في مجتمع مسلم قبلي بأغلبه , ولم يكلف نفسه للبحث والدراسة والتحليل بما أن مفكر إجتماعي أو سياسي لمعرفة المجتمع الذي يعيش وسطه وينتمي له ويعرف احتياجاتهم وما هي أفضل السبل التي تجعلهم يلتحقون بمركب التطور والرقي ويكونوا على قدر من الوعي الإجتماعي والسياسي الذي لا يتصادم معهم ويوجب القطيعة والعزلة بين المجتمع ومثقفيه .
تنظر في مجال الصحافة والإعلام حيث كتاب الرأي والأعمدة لتجد أم المهازل هناك فهو المرتع السهل للوساطات والمجاملات على حساب رأي يوجه للمجتمع .
بصراحة لم ينجح أحد ولن ينجح أحد مادام المجتمع لازال يقدس بعض الأسماء ليس على أساس نتاج حصده من خلاله بل على أساس منافسات مقيته وضيقة بين أبناء المجتمع البين  ,، والله يستر .
@saadalsalem
تويتر