آراؤهم

الكويت هم شعب الله المختار

في يوم الجمعة الماضية خطب بنا الشيخ خالد قزار الجاسم ” بوناصر ” خطبة ولا أروع كعادته مع أسلوبه المشوق .. وذكر لنا صفحة من التاريخ العطر للنبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الأخيار رضي الله عنهم وضرب أمثلة لصفاء نفوسهم وحبهم للخير وكيف كان المقياس بينهم هو ” التقوى والإيمان ” وليس العرق واللون ، فكانوا يتفاخرون ويتفاضلون فيما بينهم بشدة إيمانهم بربهم وحبهم لرسوله عليه السلام ، فمقياس العرق واللون والأصل كان في الجاهلية ونبذه الرسول الكريم عندما قال : ” الناس سواسية كأسنان المشط ” ..
 
ومن بين الأمثلة بعض الصحابة القرشيين و ” القرشيون ” هم من أفضل سلالات البشر كما أخبر النبي عليه السلام ، ممن تزوجوا بعض الصحابيات ” الحبشيات ” .. ومثل آخر الصحابي زيد بن حارثة رضي الله عنه فقد كان مولى واشتراه حكيم بن حزام لعمته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها ، فلما تزوجها النبي وهبته له قبل تحريم ” التبني ” ، وكان زيد يحظى عند النبي بمكانة عظيمة جدا .. وزوج الرسول زيد ابنة عمه ” زينب بنت جحش ” ثم طلقها زيد فزوجه من بركة الحبشية حاضنة الرسول ، وتزوج النبي زينب بنت جحش بعد أن طلقها زيد .. هذه بعض الأمثلة الرائعة والعظيمة في عدم تفريق أشرف الخلق بين الأجناس والألوان ومن أي الطبقات هم وكان مقياسه الوحيد هو ” الإيمان والتقوى ” ذلك كان قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة .
 
أما في القرن الواحد والعشرين وفي بلد يدعى بـ ” درة الخليج ” و بلد ” الصداقة والسلام ” نرى ونسمع من الفتن والأمور التافهة ما لم نكن نسمعه إلا في الجاهلية من التميز العنصري والفئوي البغيض إلى أن أصبح البعض يعتقد أن ” شعب الكويت هم شعب الله المختار ” لدرجة أن هذا الأمر تغلغل وأصبح شرطا أساسيا في جميع متطلبات الحياة من توظيف وعلاج ومعاملات وغيرها من الأمور التي كفلتها كل الشرائع السماوية بالعدل والتساوي لجميع الناس بمختلف أجناسهم وطوائفهم .. فالعدل أساس الملك .. والمحبة والتسامح أساس التعايش .. فنتمنى أن تسود هذه المبادئ الجميلة  مجتمعنا وأن ترجع الكويت من جديد بلد المحبة والصداقة والسلام .
 
رسالة إلى من يهمه الأمر :
 
-لو كان الشيخ سعد العبدالله أو الشيخ سالم الصباح رحمهما الله وأسكنهماغ فسيح جناته موجودين في المجلس، هل كنا سنرى ما نرى الان من أمور تحدث في البلد ؟؟
* همسات :
 
– يقول الله سبحانه :” إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” ، فالإنسان هو الإنسان في أي زمان ومكان .
– هناك تقسمان لبني البشر لا ثالث لهما ، إن عرفت الله وامتثلت لأمره وأحسنت لخلقه سلمت وسعدت بالدنيا والآخرة .. وإن غفلت عنه وعصيت أمره وأسأت إلى خلقه فشقيت وهلكت في الدنيا والآخرة وليس هناك نموذج ثالث .
– نتمنى أن نسمع أخبارا طيبة عن الاتحاد الخليجي وما كنا نردده في الصغر ” خليجنا واحد ” يصبح على أرض الواقع .
 
@DoctorAladwani

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.