تحقيقات

جليب الشيوخ تستغيث: أين “المثلث الذهبي” لتخليصنا من “مثلث برمودا” !

* بو شهري: المنطقة وكر ومأوى للخارجين عن القانون ومخالفي الاقامة  

* العتيبي كيف تتسوق في حارة الهنود وحارة البنغال ودوار إبلييس؟!  

*المطيري: لابد من فك الحلقة بين مصالح المتنفذين وموظفين داخل أجهزة الدولة   

مر ما يقرب من العام على اقرار مجلس الوزراء مبادرة المثلث الذهبي لانهاء مشاكل منطقة جليب الشيوخ والاستفادة من موقعها الاستراتيجي، والى الان لم تتحرك آلة التنفيذ لتستغيث الجليب مجددا من ” مثلث برمودا” الذي تعاني منه.
أجمع عدد من سكان منطقة جليب الشيوخ ان المنطقة خارجة عن القانون وخارج نطاق التغطية وسقطت صحيا وامنيا واجتماعيا. 
وقالت عضو المجلس البلدي جنان بوشهري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هموم ومشاكل المنطقة لا تعد ولا تحصى والاوضاع البيئية والصحية والأمنية تتفاقم يوما بعد يوم فهي كارثة بجميع المقاييس. 
واوضحت بوشهري ان الوضع الأمني والسكاني لمنطقة جليب الشيوخ والتي تقع ضمن محافظة الفروانية يعكس فوضى وعجزا كبيرا من جميع الجهات المسؤولة. 
وأضافت “كثيرة ومتعددة هي الشكاوى التي نسمعها من العوائل الكويتية التي تسكن منطقة الحساوي وجليب الشيوخ والتي أجبرتهم ظروف الحياة الصعبة على التعايش مع هذه الأوضاع المخيفة وغير الآمنة”. 
واستعرضت بوشهري بعض ما يدور في المنطقة من مراكز بيع عير مرخصة تبيع الاغذية الفاسدة والمنتهية الصلاحية فضلا عن التلاعب والتزوير وتهريب وتصنيع المواد غير الصالحة للاستهلاك الادمي وتعبئتها لإعادة بيعها اضافة الى ان المنطقة وكر ومأوى للخارجين عن القانون ومخالفي قانون الاقامة. 
وذكرت ان من اهم المشاكل التي تمس قطاع البلدية “ما نراه من اكوام القمامة والنفايات والحشرات والقوارض التي لم تصلها بعد آليات النظافة مع غياب الوعي الصحي والثقافي بين الجاليات الاسيوية”.
واشارت الى ان الفوضى المرورية تتجسد في زحام دائم للسيارات وللبشر وللسيارات المهملة والمعروضة للبيع بشكل عشوائي على الارصفة وعند المداخل وفي الساحات مسببة اختناقات مرورية الى جانب ظاهرة الحيوانات السائبة وانتشار الروائح الكريهة النتنة بسبب كثرة المجاري الطافحة في معظم شوارع المنطقة مما يهدد بكارثة صحية وبيئية قد تحمل اوبئة. 
واضافت بوشهري ان المنطقة تقطنها عمالة سائبة تمارس مهنا غير مشروعة ومخالفة ابسطها افتراش الارصفة امام مداخل الاسواق والمولات التجارية وتبيع كل ما يخطر على البال من معلبات لمواد غذائية تالفة او متلاعب بتاريخ صلاحيتها وخضراوات وفواكه ولحوم واسماك فاسدة. وقالت ان الامر لاينتهي عند ذلك انما هناك اكشاك تبيع وجبات غذائية وبالطبع بعيدة كل البعد عن اشتراطات السلامة فيما يتعلق بطبيعة المواد او حتى نظافة وصحة العاملين على تقديمها وطرق تقديمها ويكفي الحشرات المتطايرة التي تحط على الاغذية. وطالبت بوشهري بحزمة من القوانين من جميع الجهات المسؤولة سواء كانت البلدية والاجهزة الرقابية ووزارات الداخلية الشئون والتجارة والا ستكون الكارثة كبيرة جدا وعلى جميع المستويات. 
 من جهته قال محمد خلف العتيبي وهو موظف في احدى الوزارات ان منطقة جليب الشيوخ من اقدم المناطق الكويتية لكنها مع الاسف لا تجد أي اهتمام من قبل المسؤولين “الامر الذي يعرض حياتنا اليومية للخطر نظرا لغياب التنظيم المروري حيث ان الشاحنات والباصات والتناكر والهاف لوري تزاحم السيارات وكثير من قائديها لا يحملون رخص قيادة”.
 وبين ان الساحات الترابية تكتظ بالشاحنات والسيارات المهملة والمعروضة للبيع مما يعد مخالفة صريحة لقانون اشغالات الطرق وبتقاعس واضح من البلدية ووزارة الداخلية.
 وعن مستوى الامن تساءل العتيبي كيف يمكن ان تدخل الاسواق وتتسوق في بعض الاماكن وهي تحمل تسميات عجيبة وغريبة منها سوق المستعمل وحارة الهنود وحارة البنغال ودوار ابليس الذي سمي بهذا الاسم لصعوبة الدخول الخروج منه وكذلك سوق الحرامية الذي يقع بوسط المنطقة وبالقرب والبنوك وهو عبارة عن ساحة كبيرة تباع فيها البضاعة المسروقة والمجهولة المصدر. واوضح ان جميع هذه البسطات لا تحمل أي صفة قانونية والمعروض للبيع عبارة عن اجهزة كهربائية مستعملة وجديدة واثاث وملابس ومواد استهلاكية وغذائية بجميع اشكالها حتى مواد التموين الخاصة بالكويتيين تباع في هذا السوق.
 ولفت الى ان الامور لا تنتهي عند هذا الحد انما تصل للممنوعات والمخدرات والمشروبات الروحية واجهزة تلفون تنصت وملابس حكومية رسمية وطوابع خاصة بالمعاملات الحكومية تباع باسعار زهيدة الى جانب محلات للمكالمات دوليه بأسعار رمزية.
 واكد العتيبي ان هناك غيابا كاملا للامن والشرطة ولباقي الجهات الحكومية والبلدية وهو ما اوصل المنطقة الي هذا الحال المزري.
 من جانبها قالت ام سعد العجمي وهي مدرسة في وزارة التربية ان مشاكل المنطقة لا تخفى على المسؤولين والجميع يعلم ماآلت اليه الامور في المنطقة وتم الحديث عنها مرارا وتكرارا امام جميع وسائل الاعلام ووجدها المسؤولون فرصة للتكسب الاعلامي “ولكن اين الوعود والحلول التي وعدونا بانها ستأتي بالقريب العاجل”.
 وقالت ام سعد ان المنطقة تعاني من سوء التنظيم والتخطيط والانفلات الأخلاقي وغياب الرقابة الامنية والخدمية ولا يوجد احساس بالامن والامان فمعدل الجريمة هو الاعلى مقارنة بأي منطقة اخرى في الكويت وتنتشر فيها جرائم تصنيع الخمور والقتل والاغتصاب والدعارة والسرقات المتكررة لسياراتهم والسطو على المنازل ونهبها. 
 وأضافت “نحن مجبورون على التعايش في المنطقة حيث ان أوضاعنا المالية لا تسمح لنا بالخروج من هذه المنطقة غير الامنة وغير الصالحة للحياة الادمية لا امنيا ولا اجتماعيا ولا صحيا ولا بيئيا”. وقال لافي شاهر الهزاع وهو متقاعد ويعمل بالتجارة ان العلة تكمن في الروتين الحكومي البطيء والممل مطالبا بضرورة انهاء معاناة الأهالي اليومية والمستمرة بسرعة اتخاذ التدابير والاجراءات بتثمين خمس قطع في المنطقة هي 1 و2 و3 و4 و21 وانصاف أهاليها.
 وتساءل الهزاع متى يرى مشروع (المثلث الذهبي) لتحويل منطقة جليب الشيوخ الى منطقة اقتصادية واين هي المدن العمالية والعزابية.
 وقال ان من المؤسف ان معظم المحلات من جزارين وبقالات ومطاعم ومقاه حتى مكاتب عقارية ومحلات تلفونات لا تحمل تراخيص والمضحك ان ما تراه الاعلانات تكتب باللغة الهندية او بالبنغالية او الأوردية وكأنك تقطن في منطقة اسيوية بجميع عاداتها وتقاليدها.
 وقال سالم بن عيد المطيري وهو مهندس متقاعد ان اصلاح منطقة جليب الشيوخ يحتاج الى مجموعة حلول لكثير من المشاكل التي تعاني منها المنطقة وعلى رأس هذه المشاكل الحل الجذري لملف العمالة السائبة المخالفة لقوانين الإقامة. واوضح المطيري ليس الحل في فقط في ترحيل العمالة السائبة انما في فك الحلقة ما بين مصالح المتنفذين من تجار الاقامات مع موظفين داخل أجهزة الدولة الرسمية الذين يسهلون هذي المهمة. 
 وافاد بان المشكلة انهم في تزايد يومي ولا يوجد رادع قانوني يوقف تجار الإقامات وعدم وجود رؤية منظمة لنظام الكفيل وغياب الحلول الجذرية عند وزارة الشؤون الاجتماعية يجعل الاصلاح بعيد المنال. واضاف ان هناك 150 ألف عامل مخالف لقانون الإقامة لم تستطع أجهزة الأمن الا ترحيل نسب متواضعة منهم موضحا ان جهود وزارة الداخلية لا تكفي فمنع مصادرة الكفلاء لجوازات الأجانب وحث المخالفين على المغادرة دون دفع أي غرامات المدد المخالفة لن يجدي على المدى الطويل مادام تدفقهم مستمرا .