تحقيقات محليات

علاجات شعبية وبديلة كثيرة استخدمها الكويتيون قديما للتداوي من أمراض جسدية ونفسية

 لجأ أهل الكويت قديما إلى العلاج الشعبي للتداوي من الأمراض الجسدية والنفسية وتنوعت وسائله باختلاف المرض وبرزت في ذلك أسماء كثيرة من الكويتيين الذين تخصصوا في مجال العلاج الشعبية ونالوا شهرة وشعبية واسعة في أوساط المجتمع بهذا المجال.

وإضافة إلى العلاجات الشعبية السائدة قديما مثل (الكي) و(الحجامة) استخدمت علاجات كثيرة للتداوي من أمراض كانت شائعة حينها واعتمد الناس فيها على المداوين والعطارين الشعبيين لوصف الأدوية لكل نوع من الأمراض.
وتاريخ أهل الكويت في الطب قديم جدا إذ ترعرعوا في الصحراء وتعرفوا على نباتات تداوى بها الكثيرون وتناقلت خبراتهم وظهر المطببون والمطببات لعلاج النساء والرجال والأطفال.
في هذا السياق أشار باحثون في التراث الكويتي ومتخصصون بالتدواي بالأعشاب والطب البديل في تصريحات متفرقة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء إلى أن أهل الكويت كانوا حريصين على معرفة العلاجات التي كانوا يتطببون بها سابقا ويبدون اهتماما بذلك.
وقال الباحث في التراث الكويتي فهد العبدالجليل إنه لم يكن في الكويت علاج حقيقي للأمراض قبل افتتاح مستشفى الإرسالية الأمريكية عام 1913 إذ اعتمد الناس على المداوين بالطب الشعبي لأطباء الشعبيين والعطارين لوصف الأدوية لكل نوع من الأمراض.
وأضاف العبدالجليل أن الكويتيين قديما استخدموا الكحل لعلاج الرمد والكي لعلاج آلام البطن والأمراض المعوية وبجوار ذلك كان هناك من يقوم بتجبير الكسور ومعالجة الرضوض وما شابه ذلك مشيرا إلى أن أن (الكي) و (الحجامة) كانا من أكثر العلاجات شيوعا.
وأوضح أن (المجبر) أو معالج الكسور قديما كان يتولى إعادة العظم المكسور إلى موضعه بالتدليك ودهنه بالزيوت الخاصة بذلك ثم لف الكسر بقطع من (الباسجيل) – وهو نوع من أعواد البامبو الفارغة الغليظة تشق طوليا إلى شريحتين أو أكثر – والقماش وربطه بالحبل لمنع العظم من الحركة.
وقال إن المرحوم أحمد الغانم كان في مقدمة المداوين الشعبيين البارعين وكان يجبر الكسور ويداوي المرضى بالأعشاب والنباتات التي كان يجلبها من الهند وهو أول كويتي مارس مهنة التجبير في الكويت قديما.
وبين أن أشهر من عالج مرض الجدري بالكويت والجزيرة العربية كان الشيخ مساعد العازمي رحمه الله وهو أول كويتي تعلم التلقيح ضد الجدري إذ غادر إلى مصر لتلقي العلم في الأزهر وهناك تعرف على أحد الأطباء وتعلم منه التلقيح ضد الجدري.
وتابع أنه بعد إنهاء العازمي دراسته في مصر سافر إلى الهند لشراء بعض الأدوية اللازمة للتلقيح ومنها توجه إلى اليمن ثم رأس الخيمة ثم الكويت حيث زاول عمله فيها بمعالجة المرضى المصابين بمرض الجدري وتوجه بعدها إلى البحرين التي توفي فيها عام 1943.
ولفت العبدالجليل إلى أن المرحوم عبدالإله القناعي قدم خدماته العلاجية للكويتيين وجميع المترددين على عيادته التي افتتحها عام 1920 وأسماها (الصيدلية الإسلامية للعلاج وبيع الأدوية) طوال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.
وذكر ان عبدالإله بن ملا عبدالله القناعي كان أول كويتي يمارس الطبابة ويعالج المترددين على عيادته أو الصيدلية التي افتتحها وفقا للتطبيب الحديث الذي تدرب عليه وتعلمه في مستوصف المعتمدية البريطانية التي عمل فيها فترة من الزمن.
من جانبه استعرض الدكتور صالح العجيري أنواع الأعشاب والادوية الشعبية التي كان الكويتيون يتعالجون بها في السابق ومنها (الحلبة) و(الكركم) و(البابونج) و(السدر) و(الحبة الحلوة) و(الرشاد) وغيرها والتي يختلف استخدامها بحسب المرض.
وأوضح العجيري أن (المرة) و(النعناع) و(الحبة الحلوة) و(الخروع) كانت تستخدم لعلاج آلام البطن والغازات والكبد إضافة إلى القرمز وهو صبغ أحمر كان يستخدم لعلاج أمراض العين.
وأضاف أن المداوين الشعبيين كانوا أيضا يستخدمون طريقة العلاج بالرمل الحار وتقوم على تسخين الرمل وعمل حفرة كبيرة ليتم دفن من يعاني أمراضا متفرقة بالجسم فيها كوسيلة علاجية.
من ناحيته قال رئيس العلاقات العامة والإعلام في جمعية الطب البديل فهد البناي إن الكويتيين سابقا كانوا يستخدمون طريقة (المحو بالزعفران) أي نقع الزعفران بالماء في إناء واستخدام المنقوع كحبر لكتابة آيات قرآنية للتخلص من المس أو الأمراض العقلية إضافة إلى (قرف الرمان) أو قشر الرمان ويستخدم لعلاج عسر الهضم واستخراج الدود من البطن.
وأضاف البناي أن خلط نبات (العشرج) مع قرف الرمان ويسمى ب(الحلول) كان يستخدم لآلام البطن في حين (الكمأة) كان يستخدم ماؤها لعلاج أمراض العين كذلك نبتة (العاقول) الشائكة التي تحتوي على زيوت كانت تستخدم لإخراج السموم من الجسم وتعالج أمراض الكلى.
بدورها أفادت المطببة الشعبية أم سعد بأن الأعشاب الأكثر شيوعا في علاج حالات أمراض النساء قديما كانت الحلبة وكف مريم واليانسون والثوم المجفف والفقع المجفف وطلع النخيل بالإضافة إلى زيت الزيتون.
وأضافت أم سعد أنها عالجت الكثير من النساء اللاتي عانين من ضعف المبايض والتكيس والالتصاقات نتيجة عمليات قيصرية والدودة الزائدة والتليف وغيرها من أمراض النساء والولادة مبينة أنها اكتسبت خبرتها تلك من جدتها التي كانت تداوي النساء آنذاك.
من ناحيته قال الباحث في الأعشاب الطبية الدكتور خالد الطيب إن التداوي حاليا بالأعشاب والحجامة هي علاجات تكميلية ولا تغني عن الأدوية الحديثة داعيا في الوقت ذاته الى ضرورة توخي الحيطة والحذر حول استخدام الأعشاب.
وأضاف الطيب أن الطب الجديد هو الأدق إذ بني على دراسات وبحوث أما بالنسبة للتداوي بالاعشاب والحجامة فهي تكميلية ولا تغني عن الأدوية الحديثة.
ودعا المرضى الى أخذ الحيطة والحذر حول استخدام الأعشاب لأن ليس هناك ثمة دراسة تؤكد مدى صحة أو خطورة هذه الأعشاب أو حتى الأعراض الجانبية المصاحبة لها.

1