ارحل يا وزير الشؤون
ناصر العبدلي
استجواب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل أحمد الرجيب مستحق ومنذ فترة طويلة، ولا أفهم حتى الآن لماذا جرى اختياره ضمن التركيبة الحكومية الحالية، فالرجل له موقف مسبق من شريحة عريضة من المجتمع الكويتي، وقد سبق أن طرح رأيه حولها في مقالة في إحدى الصحف المحلية، ويمكن عند «عصر» تلك المقالة أن تملأ إناء كبيرا كبر حجم الوزير الرجيب بماء العنصرية.
الوزير الرجيب حر فيما يطرحه من آراء حتى وإن كان في تلك الآراء ما يسيء إلى شريحة من المواطنين، كما من حق المتضررين من تلك الآراء اللجوء إلى القضاء لإنصافهم، لكن قيام الدولة بضم وزير له مثل هذا الموقف يعني شيئا واحدا لا ثاني له، هو أن الدولة تتبنى ما طرحه من آراء، لذا عهدت له بحقيبة يمكن أن ينفذ من خلالها أطروحاته وآراءه بكل سهولة تجاه الشريحة المعنية.
إذا غاب مثل هذا الفهم عن المسؤولين في الدولة فعليهم أن يصححوا مثل ذلك الخطأ الجسيم مهما كانت التبعات، أما إذا كان الأمر متعمدا فهناك مسؤولية على النائب -أي نائب- لكونه يمثل الأمة بأن يتصدى لهذا الموقف من جانب الدولة، وأن يحاول قدر ما يستطيع أن يعيد الرشد إلى تصرفاتها من جديد، ولا يترك مثل هذا الإجراء يمر مرور الكرام، لأن في تركه تبنيا له من جانب البرلمان أيضا.
النائب صيفي الصيفي محق في استجوابه لوزير الشؤون، وربما يكون قد تأخر في تقديمه، لكن الظروف التي مر بها المجلس تعطي مبررا لهذا التأخير، وما يثير الاستغراب أن يأتي تصريح من النائب أسامة المناور ومن غيره من النواب ليضعف مثل هذا الاستجواب، وأتساءل هل النائب المناور في تصريحه يعبر عن نفسه أم عن الكتلة التي ينتمي إليها؟ فإذا كان يعبر عن نفسه فهذا حسبه، لكن الكارثة أن يكون تصريحه ذاك معبرا عن الكتلة البرلمانية التي ينتمي إليها.
وزير الشؤون الرجيب يجب أن يرحل ليس لأمر شخصي من جانب النواب أو غيرهم من النشطاء السياسيين، بل حتى نعيد للدولة توازنها واحترامها لكل مكونات المجتمع الكويتي، بعدما أخل توزيره بهذا التوازن، وأفقدها احترام المواطنين، فالدولة عندما تشجع طرفا على حساب طرف لن تستطيع عندها القول إنها دولة دستور وقانون.

أضف تعليق