أقلامهم

إقبال الأحمد: اشمعنى البحرين واليمن ؟!…الجواب واضح وبسيط جداوابسط من ان اكتبه

اشمعنى؟


إقبال الأحمد


صور تقشعر لها الابدان.. ضحايا الحروب دائما وغالبا ما يكونون من الابرياء.. خصوصاً عندما يكونون من الاطفال.. واشد ما يحزن عندما تلتقي عيناك بعين طفل قتل واغتيلت طفولته أو يعاني تداعيات اشكالات سياسية لا ذنب له فيها.


مذبحة بلدة الحولة في سوريا ومناظر اطفالها صرعى الخلافات السياسية وجدت من يهب وينبه العالم لها.. وما الكويت الا صورة من هذا المشهد، حيث تحمس الناس للتبرع وتحركت الشاحنات لنصرة الابرياء هناك.


ولا يخفى على احد اليوم ان تنتصر لانسان لا يكون غالبا لاسباب انسانية مائة في المائة.. فلابد ان يكون هناك محرك ذو بعد آخر سياسي أو ديني يزيد من لهب هذه الفزعة ويؤججها بكل الاشكال.


الطفولة هي هي.. ومن ينتصر لطفل في سوريا فلابد ان يلتفت أيضاً للطفل في اليمن الذي ذكرتنا صورته التي نشرتها الصحف أخيراً وامه تقبله.. بصور أطفال الصومال الجوعى عندما كان العالم كله شرقه وغربه ينتفض لمشاهد آثار الجوع والجفاف على كل جزء من جسمه.


أين فزعتنا بالكويت لأطفال اليمن الذين يعانون كما يعاني أهلهم من جوع بسبب مشكلة الأمن الغذائي الذي يعتبر معضلة اليمن اليوم.. لماذا الانتقائية في مثل هذه الفزعات.. فالإنسان إنسان والطفل طفل اينما كان ولكن هناك أمورا تخفى للأسف عن كثير من الناس الأبرياء الذين يتبعون نداءات الخير اينما سمعوها من دون ان يدركوا ان هناك دوافع كثيرة قد تكون ابعد بكثير مما يعتقدون.


اعتقد ان موضوع المعارك الدائرة في اليمن بين الجيش وعناصر تنظيم القاعدة هو من لف الرؤوس واعمى الأعين عن رؤية ضحايا الحروب من الأهالي والاطفال.. وهذا يثبت لنا ان أطفال اليمن ليسوا ضمن اهتمامات جماعتنا.. وليسوا دافعا لتيسير قافلة الشاحنات لانقاذهم واعانتهم لان المعتدي عليهم أو المتسبب في كارثتهم الإنسانية مرفوع عنه القلم.. بل قد يكون مدعوماً من قبلهم.. والا أين انتم كلكم من كارثة أطفال اليمن؟


تعاطفي شديد ولا حدود له مع كل بريء، طفلا كان ام كبيرا، يسقط ضحية حروب لا ذنب له فيها.. في سوريا أو لبنان أو مصر أو تونس أو اليمن.. ولكنني أطرح سؤالا كبيرا: لماذا لم يرفع أي من الاسلاميين في الكويت راية نجدة ضحايا حرب الجيش مع عناصر القاعدة في اليمن.. لماذا لا نسمع شيئا منهم عن جوع الأطفال وفقر أهلهم هناك؟.. ولكن هذا السكوت وهذه الانتقائية في الفزعة الانسانية يتكرران في اليمن بعد ان لمسناهما بكل وضوح مسبقا في البحرين.. الجواب واضح وبسيط جدا.. وابسط من ان اكتبه.