كتاب سبر

دمعة على سوريا لا تكفي !!

مناظر القتلى من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ، الجماجم المحطمة والأرجل المبتورة والأيدي المقطوعة وبكاء الصغار ونواح النساء ونداء الرجال ، ومنظر البيوت المتهدمة والمدن المحروقة والشوارع الخالية والأسواق المنهوبة والعذارى المغتصبة والجثث المتفحمة والأشلاء المتبعثرة والجموع المشردة.. ولم تسلم الحيوانات من القتل والزراع من الحرق والقلع . 
مشاهد تذكرنا بدخول الفرنجة إلى بلاد الشام في غفلة من التاريخ الإسلامي والإنساني في عام 492 هجرية حيث القتل والسلب والنهب والحرق والقلع ، فقد كان العالم الإسلامي بعيدا عن الأحداث وكأن في أذنيه وقرا .. التاريخ يعيد نفسه.. وها نحن في عام 2012  بعد الف عام من أحداث الشام ودخول الفرنجة ، فاليوم الشام أسيرة بأيدي الشبيحة وأزلام الأسد ، يقتلون وينهبون ويحرقون والعالم الإسلامي والعربي لا تستثار فيه النخوة وكأن في أذنيه وقرا ، لايسمع ولا يرى ، ولا يحرك ساكنا بل اكتفى بالشجب والإحتجاج والشكوى لدى الأمم المتحدة والرأي العام العالمي ،
وصدق القاضي الإبيوردي : 
 حين قال أرى أمتي لايشرعون إلى العدى رماحهم والدين واهي الدعائم فليتهم إذ لم يذودوا حمية عن الدين ضنووا غيرة بالمحارم 
سوريا إلى أين ؟!!!
مليارات الدولارات في بنوك سويسرا وبريطانيا والشعب السوري يشحذ الطعام من المنظمات الإنسانية ، السلاح العربي في المخازن بدأ يصيبه الصدأ والشعب السوري يقاتل بالكلمة والصورة ، قصور العرب ممتلئة بالخدم والحشم والشعب السوري يسكن الخيام ، نساء العرب يربين القطط السمان وأطفال سوريا لايجدون الخبز الحاف !!!
نعم دمعه على سوريا لا تكفي !!
إن النظر إلى التاريخ والتأمل في واقع البشرية لا يرى إلا أن الحق هو الغالب وأن للباطل جولات ثم يذهب هباء ، فكم من طاغوت هوى وكم من دولة ظلم ذهبت ، فدولة البعث ستذهب إلى المصير الذي ذهبت اليه أختها بعث العراق وسيكتب التاريخ طغيانهم وخذلاننا للشعب السوري الجريح ، أستنصرنا فلم ننصره ولم نجبه فالويل لنا من سطور التاريخ القادم مرحلة الخزي العربي والإسلامي مرحلة العار وكأن في أذآننا وقرا ..
لك الله ياسوريا الحبيبة ، نعم دمعة عليك لا تكفي !!