كتاب سبر

قال عصامي قال

لست خبيراً في الإحصاءات، ولست محباً للرياضيات، وأكره الكمبيالات والحسابات وكافة الأمور المتعلقة بالإقتصاد والتنمية والبورصة، ولكن نظرة سريعة إلى اسماء المشاريع الاقتصادية الكبرى التي حصلت في الكويت خلال الألفية الثالثة للميلاد، إضافة إلى نظرة خاطفة على اسماء المليارديرية الجدد، والذين تعج بهم أرصدة البنوك المحلية والدولية تجعلنا نشكك في تلك الحكم والقصص والمواعض القديمة، والتي تدعونا إلى الجد والمثابرة حتى نصل إلى ما نريد ونحقق ما نحلم به ! 
قرأنا جميعاً تلك القصة في الصفوف الابتدائية .. إنها قصّة سباق الأرنب والسلحفاة التي تحث على السير الدؤوب لتحقيق الهدف، وتؤكد على ضرورة التأني في كل خطوة يخطوها المرء، لكننا لم نكن نعرف أنها قصة للكاتب الفرنسي لافونتين .. وقد تذكرتها اليوم بعد أن جاءتني على بريدي الإلكتروني مُأولة، دون ذكر إسم الـمُـأول .. وآتي على ذِكرها هنا لا للعلم فحسب، بل للعبرة كذلك، فأراها عبرة (حتميه) في زمن يعج بالحرامية!
تقول الحكاية المأولة.. كما وصلتي، ومع بعض التحريف من قِبلي لضرورات الترميز :
كان هناك نملة ذات طموح كبير تسعى جاهدةً لتصبح شيئاً كبيراً في عالمها، وفي سبيل ذلك قررت البداية من الخطوة الأولى لمشوار الألف ميل، فكانت تعمل جاهدةً وبصورة متواصلة من الصباح الباكر حتى المساء المتأخر، وتنسيها بضع دقائق من قراءة رواية لـ لافونتين قبل الخلود إلى النوم تعب هذا اليوم الشاق، وفي صباح اليوم التالي .. وقبل التوجه إلى العمل، كان عليها الاستماع إلى الإسطوانه اليومية لـ “طنازة” الصرصار الجار، ذاك العاطل عن العمل، العائش بلا هدف، المتسكع بالقرب من حاويات القمامة طيلة النهار والليل … فمرت الأيام والأشهر والسنون، وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة، ما كادت النملة الطموحه تغلق الباب عائدةً من العمل، حتى سمعت أحداً يناديها من الخارج، فتحت الباب .. ودُهشت إذ رأت جارها الصرار يركب سيّارة فيراري ويلبس معطفاً غالياً من الفرو !
قال لها : مساء الخير يا جارتي العزيزة، سوف أقضي الشتاء في باريس، هل تستطيعين لو سمحتِ بأن تنتبهي لبيتي؟ 
أجابته النملة : طبعاً .. لا مشكلة لدي ولكن، قل لي : ما الذي حصل؟
من أين وجدت المال لتذهب إلى باريس ولتشتري هذه الفرّاري الرائعة وهذا المعطف؟
وبكل برود .. أجابها الصرصار : تصوري أنني كنت أغني بالقرب من القمامة، فوقع صوتي على مسامع منتج أعجب بي.. ووقعت معه عقداً لحفلاتٍ في باريس .. آه، كدتُ أنسى، هل تريدين شيئاً من باريس؟
أجابت النملة : نعم ! إذا رأيتَ الكاتب الفرنسي لافونتين قل له : جارتي النملة تسلم عليك وتقول لك :
طز فيك .. وفي رواياتك .. وطز فيني بعد !
الشاهد من ذلك .. هي رغبتي الجموحه في الصراخ بوجه كل حرامية البلد لأقول : طز فيكم وفاللي وراكم وفالعصاميه اللي تعرفونها !  
‏FaisaiBnOmer@