كتاب سبر

صاحب ” المناصب” ..ساحب !!

هناك عادة سنوية اسمها (رتبة التقبين ) لا زالت تمارس منذ قرون فى مدينة “هاى وايكومب” من مقاطعة ” بوكينغامشير” فى انكلترا .
ففى بداية كل شهر مايو يجتمع فى ساحة المدينة العامة رئيس مجلس المدينة وزوجته ومساعده وزوجته وسكرتير المجلس وزوجته واعضاء المجلس البلدى وزوجاتهم حيث يوزنون  كل بدوره ليعرف الناس ان كانوا قد سمنوا وزادت اوزانهم على حساب اموال اهل المدينة .
للاسف فى الكويت لا اعتقد ان ميزان اهالى هاى وايكومب سينفعنا في شيء !!.. نظراً الى ان توفير موازين تكفى لوزن الكمية الهائلة من المسئولين الذين فاحت ريح فسادهم سوف يرهق الميزانية ويفلسها ..فنصبح كجحا الذى وجد مائة فلس مخرومة فأصلحها بربع دينار !!
ولكن يمكن الاستفادة من تقنية القانون المتطورة والاستعاضة عن ميزان الكيلوجرامات بميزان النصوص القانونية واقصد هنا قانون من اين لك هذا عجل الله فرجه وفك قيده من سجن ادراج المشرعين ؟!!
من شد بالقانون ظهره ما راح ينطق على بطنه  والقانون المطبق بحزم لا شك انه يقيم ” العوج ” فلا يصح منطقاً ان وزيراً او نائباً او مسئولا حكوميا كان قبل منصبه حافيا منتفا رصيده غرفة وصالة  ثم ” بقدرة  منصب ” يصبح رصيده مقتصرا على ثلاثة شوارع لا يمكن ان يراقب الشعب هذا التحول من الحالة المنتفة الى الحالة المريشة بدون ان يلعب الفار في عبه على نهائي كاس الشك !! .
وللأسف مرة ثانية قانون من اين لك هذا يطبق الان بطريقة ساذجة!! فلا يصح ان ننتظر عطف سيادة المشكوك فى امره حتى يقدم كشفا بذمته وكأننا نقول للحرامى ” اكشف فيقول بعدها جاك الفرج !! ..يجب ان يكون هناك ادارة مستقلة تتبع مجلس الامة مباشرة لأنه الجهة الرقابية في الدولة وتكون هذه الادارة كمباحث الاداب والمخدرات تجمع المعلومات حول من تدور حولهم الشبهات ثم ” تكبس عليهم بالجرم المشهود خلال خلوهم بالصفقات المشبوهة وتلقي القبض عليهم قبل ان يرتدوا ملابسهم ويخفوا اثار الجريمة وتسوقهم ملفوفين بلحاف الرشاوى الى حيث يحاكمون عما جنته يد صفقاتهم ،وهناك اما ان يثبتوا مصدر ثروتهم المفاجئة حسب ما يقتضيه المنطق والعقل فيبرأوا ،وإما ان يحضروا  “خريطة الكنز”مختومة من علي بابا والأربعين حرامي بالاضافة الى تزويد جهة التحقيق بفلاش ميموري مخزنة فيه شفرة ” افتح يا سمسم ” الاصلية !! .. وإما ان يصدر طلب ضبط وإحضار لجني مصباح علاء الدين ليحاكم بتهمة اغواء مسئول قاصر  !!.
وعندك عزيزنا القارئ اسف ثالث وصلحوه فى بلادنا صاحب ” الكرسي” ساحب لمالنا العام حتى اخر قطره بترول …..وساحب على امالنا التنموية  ” ومعطيها طاف” …ولكن مع اغماضة عين قانون من اين لك هذا وطرفها سيغير الله  تنميتنا من حال الى حال ..وسنقوم بسحب هؤلاء المفسدين من اذانهم اخيراً الى حيث القت رحلها مزابل التاريخ …قول يا رب .