كتاب سبر

وطني الكويت يسع الجميع

الوطنية مفهوم يتداوله الجميع ، ومن أكثر المفاهيم أو المصطلحات التي يدندن بها أفراد كل أمة بمختلف طبقاتهم ومشاربهم واتجاهاتهم وعقائدهم ، وقد تصل في بعض الأحيان إلى حد العصبية والشوفينية في حب الوطن في الحق والباطل ، مع وجود الأديان كمظلة لكثير من الشعوب المنتشرة في بقاع مختلفة جغرافيا وكذلك وجود الأيدلوجيات السياسية الواحدة لعدة شعوب تختلف عرقياً وجغرافياً مثل القومية العربية فهي تمتد من المحيط إلى الخليج .. وكذلك المذاهب العقائدية التي تجمع مجاميع من الأفراد في مختلف البلاد مثل الإخوان أو السلف أو المذهب الشيعي أو الصوفية أو غيرها من التجمعات المذهبية أو الحزبية ، ومع كل هذه التجمعات بمختلف أنواعها تبقى الوطنية تشد الأفراد إلى بقعة قد تكون كبيرة أو صغيرة من العالم الواسع جغرافيا ،ويبقى الصراع قائما بين الوطنية وبين كل هذه المسميات السالفة الذكر دينية كانت أم سياسية أم عرقية ، وهذا الصراع بين الوطنية وغيرها من المسميات هو في الحقيقة صراع حضاري عاطفي ونفسي ، يرتفع أحياناً ويخبو أحياناً حسب المستجدات والصراعات القائمة في العالم قديما وحديثا ، هي في الغالب عرقية أو دينية أو سياسية ، إن شعوبنا تنقصها الثقافة الوطنية الغير متعصبة والغير مرتبطة بالدين أو المذهب أو الفكر السياسي والأيدلوجي فشعوبنا في صراع دائم بين مفهومين كل منهما يجذبها من ناحية وهو مفهوم الوطنية والمفهوم الآخر أيَنْ كان سياسياً أو مذهبياً أو غيرة فوعي الشعوب لم يصل إلى النقاء والسمو والرقي الذي يحتاجة مفهوم الوطنية التي تقبل الأخر بكل إختلافاته في بقعة واحدة .
ونحن في الكويت تختلف أفكارنا وعروقنا ومذاهبنا واتجاهاتنا السياسية ولا يجمعنا إلا مفهوم الوطنية فهو مفتاح بقائنا واستمرارنا وأي محاولة لتشويه هذا المفهوم قد تؤدي بنا إلى ما مالا تحمد عقباه فقدرنا أن نكون مختلفين في الكثير من المفاهيم فعلينا الحفاظ على الوطنية بمفهومها الراقي والسامي كمظلة تستر شتاتنا واختلافاتنا الأخرى ، نحتاج إلى وطنية بمعنى الحب والتسامح والترابط والعلو فوق الجراح ومعرفة صغرنا بين الأمم ، فحجمنا الحقيقي في رقينا ورفعتنا والإحساس بدفئ وطننا من بحره إلى سهله إلى صحراءه وجزره ، وسمائه العالية وأرضه المنبسطة في حره وبرده وطيبة أهله ….. تحتاج إلى وطنية تبني ولا تهدم تحب ولا تكره تضحي ولا تنتظر الكثير ، نريد أن نرى وطنيتنا في إبتسامة أطفالنا وخطوط الكِبر على أبائنا وفي حضن أمهاتنا … نريد أن نكون وطنيين لوطن يستحق أن يكون لنا وطن ، أخي الكويتي لا تسأل عن ديني أو مذهبي أو فكري أو عرقي ولكن أنا وأنت في وطن يستحق أن نكون فيه ، فلا تجعلنا لا نستحق أن نكون فيه !!
ولم أجد أفضل من قول الشاعر الكويتي صالح النصرالله حين قال :
ما ينفعك ياكويت بالعسر واللين
                          إلا عيالك وإخذي العلم مني
هم عزوتك وهْما غناتك عن الدّيْن
                         وهْم الذرا لين الليال اظلمني