كتاب سبر

قطع غيار البدون !!

أقسى الكلمات قد يمكن تفسيرها ” بجاهية ” كلمات أخرى تأتى من بعدها , كلمات بنت حلال تكون بمثابة ” دزة” تلطف قلب عروس سوء الفهم فتلين وترى في عريسها ” خيرة ” بعد أن كانت تراه ” خير الله ” طلفاح التكريتى  !! .


كلمة ساقط مثلاً هي كلمة قاسيه إن كانت ” حاف ” بلا احم ولا دستور ولكنها إن زخرفت بكلمات جمله : أنت ساقط في الامتحان شد حيلك والله يوفقك… أو هو ساقط من القيد الانتخابي كمل أوراقه والله يجيب الخير… أو فلان ساقط من علو شاهق الله يرحمه !…هنا تذوب كلمه ساقط المشينة في ماء فيتامين ” واو” كلمات التفسير .


وكثيرة هي الكلمات التي يجب عليها أن خرجت من الفم إلا تخطو خطوة واحدة الا بمرافقة ولى أمرها من الكلمات المفسرة إلا كلمه واحدة طلبتها مرارا إلى بيت طاعة ” المنطق” فأبت إلا نشوزا ..إلا وهى كلمة بدون !! بدون ماذا بالضبط !!


بدون روح جثه تحتاج إلى “كرم” دفنها …بدون جسد جنى يحتاج إلى التعوذ بالله منه لينصرف …بدون مال معدم يحتاج إلى الشفقة …بدون سكن مشرد يحتاج إلى بيت ياويه ..بدون ماذا بالضبط !! .


أنا موقن تماما أن كثيرا منكم سيجيب بدون تردد بدون جنسيه !! ولكن هيهات كان غيركم اشطر فلو كان في هذه الجملة خير ما عافها طير ” اللجنة المركزية” التي استبدلتها بجملة المقيم بغير صوره شرعيه ..لان بدون هي كلمه لا معنى لها قانونيا تشبه تماما حوارا يدور بين أم وموظف تسجيل المواليد الذي سألها عن اسم ابنها فتقول : حشاشة جوفي ولما سألها عن اسم أبيه قالت : نظر عيني فهل تتوقعون أن يكتب الموظف في خانه الاسم حشاشة جوفي بن نظر عيني !! ..هذا شيء لا تجيزه ” السلوم ” الرسمية القانونية !!


 بدون جنسيه هي جمله صنفت حسب مزاج القانون ” بيِع ” ما تنبلع ! ….فهل يا ترى تصلح الجملة الأخرى مقيم بغير صفة شرعيه ما افسد ” الهدر”  الإنساني لحياة ما يزيد على مئه ألف إنسان !! ..لا أظن ذلك بل أظنها سبة إداريه تشبه قول أخ لأخيه الشقيق  : العن أبوك !! ..فوجود مئه ألف مقيم بصورة غير شرعيه على أراضينا هي منقصه لسيادتنا قبل ان تكون منقصه في حق هؤلاء البدون وطن


جملة بدون وطن هي الوصف الحقيقي والواقعي لحال هؤلاء الأبناء ” للرحم” الكويتي المحرومون من ” رحمة” قانونه !! والذين لا تستطيع كل ملفات اللجنة المركزية وكل تقارير حقوق الإنسان أن تصف ماساتهم بقدر ما تصفها كلمات سعدون جابر : اللي مضيع وطن وين الوطن يلقاه !! .


ولا أحاول هنا أن أدغدغ مشاعركم فقضيه البدون وتفاصيلها تموت من الضحك على الذقون بدون اللجوء إلى ” الدغدغة ” ..كما أن البدون كما عرفتهم وخبرتهم لا يحتاجون إطلاقا إلى الشفقة بل جل ما يحتاجون إليه هو مجرد ” شقة” في بنايه وطنهم دفعوا عربونها من دمائهم وإخلاصهم وسنوات وشهور وأيام ودقائق وثواني أعمارهم.


ما أحاوله هنا هو أن أعيش دور إعلانات وكالات قطع الغيار التي تنصحنا دوما أن نقتنى قطع الغيار الأصلية حفاظا على حياتنا ..وها انذا انصح كل من يحمل قلبا كويتيا ينبض بالإنصاف أن يرمى كل قطع غيار العنصرية والفوقية والمصلحة وان يقتنى قطع ” الغيرة” الإنسانية ليحافظ على ورقه التوت الأخيرة حول جسد بشريته ..


حافظوا رجاء على هذه الورقة  التوتيه  المجنه من أغصان شجرة ادم !! ولا تشمتوا إبليس وقومه بإنسانيتنا !!