آراؤهم

” ما خاب من أستشار “


قضت المحكمة الدستورية الكويتية والتي تعد أحكامها غير قابلة للطعن ونهائية ببطلان مجلس الامة الحالي وإعادة المجلس السابق بسبب بطلان مرسوم الدعوة إلي أنتخابات مجلس 2012 وعودة المجلس المنحل بقوة القانون والدستور وهذا يعني بطلان العملية الأنتخابية التي جرت في 2 فبراير 2012 وبعدم صحة عضوية من أعلن فوزهم في تلك الأنتخابات .


وهذا الحكم التاريخي الأول في الكويت ينبغي لنا أن نتسائل من هو المسئول عن هذة المهزلة ؟ وأين المستشارين القانونيين الحكوميين الذين يتقاضون رواتب عالية وكوادر مالية وبدلات وكيف يغيب عنهم هذا الأمر الدستوري بعدم صحة المرسوم بدعوة الناخبين ؟ وأين الخبراء القانونيين في الفتوي والتشريع الذي ينبغي عليهم إبداء الرأي القانوني للحكومة في إي مرسوم وقانون يقدم ؟ ومن يتحمل هذة المسئوولية في إرهاق إجهزة الدولة  وأزعاج المواطنين من ناخبين ومرشحين ؟والأجابة علي تلك التساؤلات هي سوء الأدارة في هذة الجهات الحكومية التي إضرت الحكومة وجعلت الثقة فيها معدومة .


كذلك عدم تحمل مسؤلية الأثار المترتبه علي هذا الحكم وما هو موقف الحكومة من القضايا المتوقع رفعها من المتضررين الكثر والمطالبات بالتعويض المادي والمعنوي أثر بطلان العملية الانتخابية .


ويقول المثل الشعبي ” ما ينفع القوس عقب الغوص ” ويعني اخذ الحيطة والحذر والأستعداد التام لعواقب الأمور وتقديم ذلك علي العمل ويعرف في المصطلحات الادارية  التخطيط قبل التنفيذ .


أن الحسنة الوحيدة في تلك المهزلة الحكومية هي بروز وزير الأعلام الكويتي الشيخ محمد عبداللة المبارك الصباح ومقدرته الفذة في إيضاح الأمور وسرعة بديهته في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد صدور الحكم وهذا يدعو للتفاؤل بوجود هذا الرجل المتحدث الرسمي اللبق والسياسي المعتدل والوزير ذو الأخلاق العالية وهو مفخرة للكويت وحكومتها المتهالكة  ، والامر الأخر الذي يدعو للفخر تلك النية الحكومية بتطبيق حكم المحكمة الدستورية من جميع جوانبة وتنفيذة وأحترام الاحكام القضائية وتنفيذ مقولة “لايجوز التدخل في الاحكام القضائية مدحا او قدحا ” ، ويجب وعلينا جميعا  أحترام جميع الأحكام الصادرة من المحاكم الكويتية لثقتنا الكبيرة  والغير محدودة بقضائنا الشامخ النزيهة .


إن عدم الأستقرار السياسي وتكرار حل مجلس الامة والأزمات المتتالية التي تشهدها البلاد وإقحام السلطة القضائية في النزاع الدائر بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وتحريض الشارع الكويتي والتأزيم  وتأجيج الطائفية وهذة الأمور تحمل الخطر الكبير علي البلاد والعباد .


والمطلوب من النواب السابقين والحاليين والمسئوولين الحكوميين وأصحاب الراي والأختصاص الهدوء وعدم الانسياق خلف من يريد الشر في الكويت وعليهم توخي الحذر من التصريحات التي تسئ لهم أولاً ولبلادهم التي اعطتهم الكثير ولن تبخل عليهم فيجب عليهم تحكيم العقل وضبط النفس وعدم التصعيد والتأزيم وعدم تعريض الوحدة الوطنية والنسيج الأجتماعي للخطر لكي تعبر سفينة الكويت بر الأمان ولتبقي الكويت درة البلدان ونموذج عالي للديمقراطية الحرة والنزيهة ..



ابدع الشاعر سعد بن جدلان حين قال :
لا تجيك الحصبه إلا من فراش محصوب
وحبّة الجدري تجي من فراش مجدّره
دامت الأخلاق يملك بها الواحد شعوب ياجب إنها في جميع الأمور مبدّره
إن قدرنا نقفل الباب من دون الهبوب
وألا جا درب ٍلنا والقنيّ امسدّره
الأصايل كل يومٍ تلافخ بالكعوب
والرّدي لا عيّن اللي يهينه قدّره
ولا تعرف أحسابك إلا أليا جيت امحسوب شرهة القادر على العالم المتقدّره
المقبّل تنفتح له دواليب القلوب
والمقفّي ” قلعة الوادرين” اتودّره
          دالي محمد الخمسان
Dali-alkhumsan@hotmail.com
        Twitter@bnder22