رياضة

شبح “ركلات الحظ” .. يطارد الإنجليز

يدخل المنتخب الإنجليزي إلى مواجهته مع نظيره الإيطالي غدًا الأحد في الدور رُبع النهائي من كأس أوروبا 2012، وشبح ركلات الترجيح يطارده.. لأن أحلام “الأسود الثلاثة” بالمجد غالبًا ما تنتهي على يد “ركلات الحظ”.
ما أن تصل إنجلترا إلى الأدوار الاقصائية لكأس العالم أو كأس أوروبا.. حتى يبدأ الحديث عن الركلات الترجيحية التي أصبحت هاجس منتخب البلاد، الذي انطلقت اللعبة الشعبية الأولى من أراضيه، لأن مساعيه للعودة إلى ساحة التتويج للمرّة الأولى منذ مونديال 1966 اصطدمت في الأعوام الـ22 الأخيرة بحاجز ركلات الحظ التي أقصته من 5 بطولات خلال تلك الفترة، أي من نصف مشاركاته على الصعيديّن العالمي والقاري.
ومازال الإنجليز يتذكّرون مونديال إيطاليا 1990.. وركلتيّ الجزاء اللتيّن أهدرهما “ستيوارت بيرس” و”كريس وودل” ضد ألمانيا في الدور نصف النهائي، ثم تكرّر المشهد ذاته وأمام المنتخب ذاته في كأس أوروبا 1996، حين اعتقد الجميع أن منتخب “الأسود الثلاثة” تخلّص من عقدة ركلات الترجيح بعد أن نجح من خلالها بتخطّي إسبانيا في الدور رُبع النهائي من البطولة القارية التي أقيمت على أرضه، لكن سرعان ما أعادهم الألمان إلى أرض الواقع، بعدما تمكّن حارس الـ”مانشافت”.. “أندرياس كوبكه” من صدّ ركلة “غاريث ساوثغايت”.. ليضع حدّاً لمشوار فريق المدرّب “تيري فينابلز” عند دور الأربعة.
وحاول الإنجليز أن يتناسوا هذه الخيبة التي مُنيوا بها على أرضهم وبين جمهورهم.. حين تأهّلوا إلى مونديال فرنسا 1998، لكن لعنة ركلات الترجيح لاحقتهم وتسبّبت في خروجهم من الدور ثُمن النهائي على يدّ الأرجنتين.. بعد فشل كلّ من “ديفيد باتي” و”بول إينس” في ترجمة ركلتيهما، ثم أخرجتهم من الدور رُبع النهائي لكأس أوروبا 2004 ولمونديال 2006 على يد المنتخب البرتغالي في المناسبتيّن.
ويرى الكثير من المحلّلين أن ركلات الترجيح ستحدّد مجدّداً مصير الإنجليز في مباراة الغد أمام الإيطاليين.. نظرًا للصبغة الدفاعيّة للفريقيّن.. وخصوصًا الـ”أتزوري” الذي قد يلجأ إلى استراتيجية لعب أكثر تحفّظاً من تلك التي اعتمدها في دور المجموعات؛ لأن الخطأ في الدور الإقصائي لا يمكن تعويضه.
لكن الأمر المختلف هذه المرّة.. هو أن الإنجليز متفائلون في حال وصلت المباراة إلى ركلات الترجيح، وهم يستندون بذلك إلى وجود “جو هارت” بين الخشبات الثلاث، لأنه حارس من الطراز العالمي الرفيع، خلافًا للحراس الذين سبقوه في الأعوام الأخيرة، كما يتميّز بتصدّيه لركلات الجزاء وبتسديدها أيضًا.
كما في إمكان المدرّب “روي هودجسون” الاعتماد على لاعبين يتميّزون في تسديد ركلات الجزاء أو الترجيحية، مثل “آشلي كول”، الذي كان من اللاعبين الذين ترجموا ركلاتهم أمام البرتغال في رُبع نهائي كأس أوروبا 2004، كما أثبت أنه لا يتأثّر بالضغط حين سدّد بنجاح في مرمى بايرن ميونيخ في نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا في مايو الماضي.. ليساهم في قيادة فريقه تشلسي إلى اللقب.
كما أن هنالك المهاجم “واين روني” الذي نجح الموسم المنصرم في 9 من 11 ركلة جزاء سدّدها لمصلحة فريقه مانشستر يونايتد.
ومن المؤكّد أن الثقة تلعب دورًا أساسيًا، والتمارين المكثّفة التي يخوضها اللاعبون تحضيرًا لاحتمال اللجوء لركلات “الحظ” لا تفيد كثيرًا في ظلّ الضغوط التي يواجهونها لحظة توجّهم بمفردهم نحو حارس مرمى الفريق الخصم.
وقد أثبت التاريخ أن موقع وأهمية اللاعب لا يعنيان الكثير في ركلات الترجيح؛ لأن العديد من النجوم الكبار لم يتحلّوا برباطة الجأش في ركلات الترجيح، والجميع يتذكّر الهولندي “ماركو فان باستن” في نصف نهائي كأس أوروبا 1992 والإيطالي “روبرتو باجيو” في نهائي مونديال 1994 والكثير من الكبار الآخرين.