سأذهب بكم بعيداً في هذه الفقرة إلى القرن العشرين و التاسع عشر الذين كانت فيه الشعوب في أوروبا تحت ويلات الملوك و الأمراء يتجرعون القهر و الذل و إهدار الكرامات و من هذه الأمثلة كان ملك إنجلترا له ممثل في إيسكوتلندا و كان هذا الممثل يتلقى تعليماته من الملك الظالم و كان الشعب راضخ خاضع لهذا الظلم و في يوم من الأيام أمر هذا الملك ممثله هناك بأمر غريب و خطير و هو أن لا بتزوج أي رجل إلا بعدما يقوم هذا الممثل بمعاشرة زوجته ظن هذا الممثل أن الملك يريد إذلال الشعب لكن الملك كان له مقصد أخر وهو أن يرى ردة فعل الشعب على هذا القرار إن سكتوا تمادى في ظلمه و إن اعترضوا توقف و عند تطبيقه لهذا القرار و للمرة الأولى ثار الشعب كله و أسقط الوالي و من ثم الملك و تحررت جميع شعوب أوربا المظلومة سابقاً من ملوكهم و أصبحوا كما نرى الآن..
أكتب لكم هذا المقال اليوم و أنا أشعر بالصدمة التي يشعر بها كل أبناء الشعب الكويت من حكم المحكمة الدستورية ببطلان مرسوم حل مجلس الأمة2009 الذي أتى كالصاعقة على أبناء الشعب الذي فقد أغلبيته النيابية التي أوصلها للمجلس لكن يبقى احترامنا للقضاء موجود.
و أشعر أيضاً بحزن عميق على الوضع السياسي في البلاد كيف يتم إبطال إرادة شعب كامل بهذه الطريقة المؤلمة لكن عزائنا في الشعب الكويتي الحر الذي سيكون له موقف حازم من هذه التخبطات التي ليست وليدة الصدفة و اللحظة بل مدبره في ليلة ظلماء
لكن كيف نعالج هذا المشكلة الحل الجذري و النهائي و الوحيد يكمن بتعديلات دستورية شاملة و منها و أولها حكومة منتخبة تخرج من رحم الشعب و يحاسبها الشعب و تعديل الدوائر لدائرة واحدة و إشهار قانون الأحزاب و فصل و استقلالية القضاء و مخاصمة القضاء و غير هذه التعديلات الدستورية ستكون مرفوضة من قبل الشعب الكويتي
مللنا من معارضة ناعمة مللنا من تصاريح و وعود كاذبة الشعب يريد نواب يملكون الشجاعة و الرؤية لإقرار هذه التعديلات الدستورية.
الشعب محبط الشعب حزين على إرادة التي ذهبت الشعب يريد التنمية الشعب يريد الإصلاح السياسي الشعب يريد الحرية هل من مجيب؟؟؟!
نحن وفي هذه الأيام نمر بأخطر منعطف في تاريخ الكويت السياسي فيتوجب على العقلاء الحذر لأن الشعب ما عاد يحتمل هذه الأوضاع ظلم و قهر و مركزية السلطة و القرار و فساد مالي و إداري لم يسبق له مثيل.
للعلم المشكلة ليست مشكلة شخوص بل مشكلة فكر إما حكومة منتخبة و إلا فلا.
حفظ الله الكويت و شعب الكويت
@falahalhajeri
أضف تعليق