كتاب سبر

الحقد الأعمى وايقاف ( رائف بدوي )

ما إن سمعنا بأنه تم ايقاف الكاتب الليبرالي رائف بدوي حتى رأينا هناك من يستبشر ويطالب بتطبيق أقصى العقوبات عليه وكذلك من يحاول أن ينشر تغريدات كتبت من قبل بعض أفراد أسرته ليؤلب الرأي العام عليه ولم يكن  كل هذا ليحدث لولا أنه لم يكن مختلفا معهم بالفكر , لم أستوعب أن يكون هناك من يحقد ويسعى للإضرار بالآخرين لمجرد أنهم مختلفين معه فكريا .!  مثل هؤلاء يجب أن تدرس حالتهم وأن يراجعوا مصحات نفسية وأن يعملوا على قبول الرأي الآخر ومحاورته ومناقشته بالحجة لا بالحقد والسب والشتيمة, ولا أعلم من أوصل هذه الفئة من أبناء وطننا إلى هذه الحالة الخطيرة .! 
في المقابل هناك الكثير من أصحاب الأصوات المعتدلة والواعية من تعاطف مع رائف ليس لأنهم يتفقوا معه بالفكر بل بالعكس البعض منهم يختلف معه في الكثير من أطروحاته ولكن كان تعاطفهم من باب حقوقي ومن مبدأ أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته . 
وكذلك يجب أن يكون توقيفه هو أو غيره نظاميا وأن تعطى للمحامي فرصة للتحدث مع موكله وأن تطبق بحقه الإجراءات القانونية التي تكفل له محاكمة عادلة إن وجدت عليه تهمة أو أن يطلق سراحه .
لن أصدق ما يتداوله البعض بأن القاضي طلب توقيفه لثلاثة أشهر لكي يتأمل القضية ويدرسها جيدا  فمن غير المعقول أن يوقف إنسان ويحرم من حريته ومن الجلوس مع أطفاله وأسرته ثلاثة أشهر من أجل تأملات القاضي فهناك ما يسمى بالخروج بكفالة إلى حين يتم استدعاؤه للمحاكمة وإن كان هذا الأمر صحيحا فهنا مليون علامة استفهام وتعجب ! .
مثل هذه القضايا التي تأخذ زخما إعلاميا ويتحرك معها الرأي العام يجب أن تكون ضمن محاكمات سريعة وعلنية أو أن يطلق سراح المتهم فيها إن ثبتت براءته لكي لا يستغلها أحد في تحقيق أهداف معينة له ضد الوطن .
@saadalsalem