كتاب سبر

حقوق الوحش النائم

الوحوش مخلوقات غير مؤكدة الوجود ، نسمع عنها تارة في قصة أو فيلم وعن تواجدها في حقبة تاريخية أو في مكان ما من العالم ولكن …
نحن في الكويت نؤكد على وجود وحش يعيش بيننا ، نراه ونتعامل معه ، له جسد وقلب وروح ، نخشاه أو هكذا تصور لنا حكوماتنا بأنه خطر وأنه دخل علينا في ليلة ظلماء تحت ستار الغفلة ، وأطلقت عليه الحكومات أسماء كثيرة منها ( بدون – وغير محدد الجنسية وغير كويتي – ومقيم بصورة غير قانونية ) ولأنه كائن غير مؤكد الوجود في سجلات الدولة ولكنه موجود على أرض الواقع ، فقد سعت الدولة بمحاربته بأبشع أصناف الأسلحة … الإعلامية والبوليسية والشعبية وغيرها ، ولكن بعد سنوات من هذه الحرب ، أكتشف الشعب أن هذا الوحش مؤكد الوجود ولكن الهالة التي وصفتها الدولة حوله جعله في نظر الناس وحش مخيف وعندما انقشعت هذه الهالة تبين أن الدولة هي التي خلقت هذا الوحش لتمارس عليه ساديتها وتنفس فيه غضبها ، وتستغله في زيادة ثرواتها والحفاظ على أمنها .. وعندما يتحرك هذا الوحش تقول الدولة أنه ليس منا وهو خطر علينا وعلى أمننا ، وعندما ينام هذا الوحش تقول الدولة أنه منا وهو جزء من تكوين الوطن .


وفي كل الحروب 1967- 1973- 1990 – كانت الدولة تستعين بالوحش لحماية كيانها وعندما احتاجت لزيادة صادراتها من البترول قالت أنه جزء منا !!
الدولة والوحش قصة سنوات من المعاناة أطلق عليها البعض كرة الثلج وأطلق عليها الأخر بالقنبلة الموقوتة ، الحكومة التي خلقت بشر يعيشون بيننا منذ عشرات السنين مسلوبي الحقوق ( حق التعليم – حق الصحة – حق العمل – حق الزواج – حق الأمن … إلخ ) هي التي خلقت هذا الوحش ثم تنكرت له !!
خلال السنوات السابقة وضعت الدولة بعض الحلول لحل مشكلة هذه الفئة وكانت هذه الحلول تؤكد أن الدولة تقول لا حلول .. يبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر الصمت !! ولم يبقى من الحلول إلا حل واحد وهو الحل الشعبي ، فعلى الشعب حل هذه المشكلة ، لأنه ثبت بالدليل القاطع أن الدولة غير متضررة وأن الشعب هو المتضرر ، لذلك على الحلول القادمة أن تكون حلول شعبية .. تراعي مبادئ حقوق الإنسان وحق الإنسان في الحياة الكريمة وعلى الدولة أن تتقبل الحلول الشعبية لهذه المشكلة بعد أن عجزت هي خلال عشرات السنين من حلها .


ونقول للدولة كفيتي وما وفيتي …. فارفعي يدك عن حل هذه المشكلة وإلا ستتدخل المنظمات الدولية والدول الخارجية في فرض حل لهذه المشكلة ، بعد أن أكتشف العالم كذب سفراء الكويت وممثليها في جنيف في طرح الصورة الحقيقية لمشكلة ( البدون ) .


شعب الكويت المحب للسلام والحق لا يرضى أن يظلم على أرضه أكثر من (120) ألف إنسان ولا يرضى أن تحولهم الحكومة إلى وحش .. قد ينقض عليها في أي وقت ، فإن كانت الحكومة غير مدركة لخطورة الوضع ، فالشعب مدرك لخطورة الوضع على نسيج المجتمع وعلى الأمن الداخلي .


وأخيرا … حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن المرأة التي حبست الهرة فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض .. أنها في النار .


فشعب الكويت شعب متدين في طبعه مسالم يحب الخير للجميع ولا يرغب أن يكون مكان هذه المرأة التي حبست القطة ، وإذا كانت الحكومة ترغب بأن تكون صاحبة الهرة فهذا شأنها ولكن الشعب يأبى ذلك .