آراؤهم

الشعب يريد الاستقرار والتنمية

يبدو أن الكويت موعودة بعدم الإستقرار السياسي في السنوات الأخيرة فبعد أن بدأنا نشعر بنوع من الهدوء النسبي على الساحة خلال الأشهر الأربعة الماضية بعد انتخابات مجلس الأمة التي أجريت في فبراير اشتعلت الأحداث مرة أخرى وأصدرت المحكمة الدستورية حكماً بحل مجلس الأمة الحالي وعودة مجلس 2009والشهير بقضية التحويلات والإيداعات الملوينيةوالذي تم حله في نهاية العام الماضيومن ثم تبارت ردود الفعل منها الرافضة والغاضبة ومنها المؤيدة والمرحبة.


فالساحة السياسية تشهد هذه الأيام موجة من الأحداث الساخنة والتصريحات التي تسببت في إصابة الشارع الكويتي بالتشتت وأصبح المواطنون ينامون ويصحون على سيل من الأخبار والإشاعات والشد والجذب بين مختلف القوى السياسية لدرجة أن الكثيرين بدأوا يشعرون بالملل وربما يعلنون الإضراب عن السياسة ومن ثم يمتنعون عن الذهاب إلى الانتخابات إذا تم حل مجلس الأمة الذي أعيد بأمر المحكمة الدستورية خلال الأيام المقبلة.


ورغم أننا نكن كل الاحترام والتقدير لأحكام القضاء وفي مقدمة ذلك المحكمة الدستورية العليا الحصن المنيع والذي لايمكن الطعن على أحكامها إلا أن حكم حل مجلس الأمة جاء في وقت غير مناسب!! وطرح معه الكثير من التساؤلات التي ربما تكشف لنا الاجابة عليها بعض الحقائق الغائبة أولها لماذا الانتظار كل هذه المدة على إصدارحكم مصيري بحل البرلمان الذي تم تشكيله وقام بعقد عدة جلسات وأصدر العديد من القرارات وصاغ العديد من القوانين ؟! ألم يكن من الصالح الوطني أن يتم الإسراع في دراسة الطعون المقدمة والبت فيها في مرحلة مبكرة ولمصلحة من تعرقل العملية السياسية في الوقت الراهن؟! والتي بالطبع تؤثر على خطة التنمية التي تواجه صعوبات جمة منذ البدء فيها وتنفيذ بعض مشاريعها الهامشية وتضع مشاريعها الاستراتيجية على حافة الهاوية ولماذا نحرج القيادة السياسية في هذا الوقت الملبد بالغيوم في معظم البلاد العربية ؟!


وفي اعتقادي فإن الأوضاع الحالية إذا استمرت وتصاعدت وتيرتها فإنها تمثل انتكاسة للديمقراطية الكويتية وتنذر بعودة التأزيم بقوة وإن لم يكن قد غاب عن المجلس المنحل خصوصاً في الأسابيع الأخيرة والتي كانت من توابع أحداثها تعليق عمل المجلس لمدة شهر كما أن الحديث عن إعادة توزيع الدوائر الانتخابية يصب في مصلحة بعض القوى والتيارات السياسية التي تسعى للتكويش على الاغلبية النيابية وتخريب أداء المجلس وتحويله إلى ما يشبه “السيرك” تكون مفاتيح اللعب في يد مجموعة بينما الباقون يتفرجون.


إن الكويت تحتاج في هذا الوقت إلى العقلاء والحكماء للتدخل لإعادة ترميم التصدع الذي حدث في الديمقراطية الكويتية في السنوات الأخيرة، لقد آن الأوان لأن نكف عن أجنداتنا الخاصة ونتخلى عن مصالحنا ونعلى مصالح الوطن وحان الوقت لأن تتعاون السلطتان بكل ثقة وبعيدا عن الشخصانية ونبدأ نهضة حقيقية وتنمية شاملة فالشعب يريد أن ينال تعليماً جيداً.. يريد أن يجد جامعات وكليات يلتحق بها بدلاً من التشرد التعليمي لأبنائنا في الخارج يريد أن يجد الرعاية الصحية الناجحة من دون تأخير أو سوء تدبير أو سوء معاملة .. يريد أن يجد السكن الملائم للأسر الحديثة النشأة.. الشعب يريد العدل والمساواة بين المواطنين دون تفرقة وتجاوز الخلافات والتصنيفات التي جعلت منا سنة وشيعة بدو وحضر أصليين ودخلاء.


ونحن على ثقة بأن الشعب الكويتي شعب متكاتف ومتعاون وينظر الى مصلحة الوطن أولاً وأخيراًويقف خلف سور الكويت لحمايتها من الطامعين والمرتزقة , حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروهوأبقاها دار عز وأمن واستقرار.


تويترات
فوز الدكتور محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية يعد انتصاراً للتيارات الاسلامية في عالمنا العربي على وجه العموم وللأخوان المسلمين على وجه الخصوص ولكنه في نفس الوقت يضع على عاتق الرئيس الجديد مسؤولية اقناع الداخل والخارج بتحقيق العدل وتطبيق الديمقراطية الصحيحة  التي تحلم بها شعوبنا فأما النجاح أو السقوط العظيم.