أقلامهم

ماجد المفرج: ما لم يستوعبه أخواننا المسامير أن المطرقة لم تعد صلبة وقاسية كالسابق

وطن بلا ألوان
مسامير ..
كتب ماجد المفرج
 
ذات صباح أحست مجموعة من المسامير ذات الجودة العالية والمنتقاه من خيرة مسامير المصنع ، بعشوائية المطرقة وعدم وقوفها على بعد واحد من جميع المسامير، وأنهم متذمرون من كمية التجاهل المتزايدة لحقوقهم الطبيعية ، وأن المطرقة لم تعد تشعر بوجودهم ، لدرجة أنها أصبحت تفضل المسامير رديئة الصنع ورخيصة الثمن عليهم فهم لم يعدوا كسابق عهدهم، فقد كانوا يحظون باختيار المطرقة لتعليق اللوحات الجميلة في الاماكن المهمة أما الان فقد أصبح يكتفى بهم فقد لاغلاق النوافذ ويستعان بصلابتهم لترميم البيوت المتهالكة ..!!
زاد التهامس من داخل صندوقهم الكرتوني الأنيق وبدؤوا يتحدثون عن جمال الماضي وعن غربتهم في منجرتهم الزاهية والتي كانت الأولى في شارع مواد البناء والأشهر في المنطقة الحرفية ، فهمس اليهم أحد المسامير بمقترحه في تشكيل وفد من خيرة المسامير لمقابلة الحكومة المسؤولة عن تحقيق المساواة بين المسامير، وبث حزنهم وشكواهم علها تسمع وتستوعب ما تحمله المسامير في خلجات صدورها ، فقالت لهم مخاطبة: يجب أن تكون نظرتنا شمولية لمصلحة المنجرة ونبتعد عن المصالح الشخصية وتصفية الحسابات ، فنحن أسرة واحدة مهما تغيرت النفوس وزادت حدة الصراعات فيما بيننا ، لكن الشعور العام لدى من كان في الصندوق لم يكن لصالح الحكومة فهم رافضون لمبدأ الاستجداء وأن المساواة هي حق لهم يجب أن يأخذ بالعلن ولا يطلب من خلف الغرف المغلقة ..!!
ما لم يستوعبه أخواننا المسامير أن المطرقة لم تعد صلبة وقاسية كالسابق لتتحمل الطرق عليهم ، لذلك أصبحت تختار المسامير الرخيصة وذات الجودة المنخفضة لان سمكها أقل ولينه الرؤوس ..!!
 
*********
مما قرأت :
 
مقولة راقت
لا تشغل نفسك كثيرا بالتحدث عن جمال الماضي الذي لم تعش تفاصيله الدقيقة
بل اهتم بأنك في المستقبل ستصبح جزءا من الماضي ، فكن أنت الأجمل