حوارات

حنان السعدون لـ سبر : نور المعرفة أول مركز يقدم الرعاية للمعاقين “البدون” في الجهراء

* امكانياتنا محدودة.. فالمنزل والطاقم لا يكفي لخدمة ذوي الاحتياجات 

* رواتب العاملين تصرف من المبالغ الرمزية المدفوعة من الطلبة الكويتيين 

لأنهم معاقون جسدياً.. وقانونيا.. وإنسانياً كان لا بد من أن تكون هناك أيادي تضع عنهم إصرهم والأغلال التي عليهم، تزيح عن كواهلم عبء الماضي، وتمنحهم شيئاً من حقهم المسلوب. 

في البدء كانت فكرة، تم إطلاق سراحها لتنمو وتتحول إلى مشروع قائم على أرض الواقع، ذلك المشروع هو مركز “نور المعرفة لذوي الاحتيجات الخاصة من الكويتيين ومن فئة غير محددي الجنسية” الذي يتلقى الدعم من إحدى المربيات الفاضلات ويوفر الرعاية والاهتمام لهؤلاء المعاقين .. و لـ “البدون” منهم بلا مقابل.

سبر توجهت إلى ذلك المركز في منطقة الجهراء والتقت مديرته الإدارية (حنان السعدون) التي أفاضت في الحديث عن أهدافه وأعضائه ومنتسبيه.. 

وقالت السعدون ان الهدف من انشاء المركز هو خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة من الاعاقة لأهالي محافظة الجهراء،  ولا يوجد من يدعمه ماديا، سوى احدى السيدات الفاضلات، وقالت إنه شهد إقبالاً شديداً من قبل الأهالي الأمر الذي اضطر القائمين عليه لافتتاح فرعين له الأول في ضاحية سعد العبدالله والثاني في منطقة العيون.

وأشارت الى أن المركز يستقبل جميع الفئات والأعمار ومن جميع حالات الإعاقة مثل التوحد والشلل الرباعي والتخلف الذهبي والاعاقات الشديدة، موضحة ان المعاق يختلف ما بين عمره العقلي وعمر الزمني، ضاربة مثلا بأن يكون عمر المعاق الزمني 24 او 25 سنة ولكن عمره العقلي اربع سنوات. 

وأوضحت السعدون ان لدى استشاريين وأطباء ومعلمين وهم الذين يحددون العمر العقلي والعمر الزمني للمعاق، وقالت ان الطاقة الاستيعابية من العاملين لا تستوعب الاعداد التي تسجل في المركز، فضلاً عن ان رواتب العاملين تصرف من المبالغ الرمزية المدفوعة من الطلبة الكويتيين المسجلين.

وناشدت السعدون المؤسسات والشركات المساهمة والأيادي البيضاء المساهمة في دعم مثل هذه المراكز لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وهنا تفاصيل اللقاء:
 

* حديثنا عن نشأة المركز؟


أنشيء مركز نور المعرفة للاحتياجات الخاصة في 15 يناير 2009 حيث جاءت الفكرة من سيدة فاضلة لاستعدادها بدعم مشروع يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة ومن هذا المنطلق أنشيء المركز ليقوم على خدمة ابناء محافظة الجهراء من ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم، وكان مقر المركز في محافظة سعد العبدالله هو الوحيد في المحافظة حيث قامت على خدمة ابنائنا مجموعة من المعلمين من ذوي الاختصاص ومجموعة من الاطباء المستشارين النفسيين الى جانب طاقم يقدم بعض من الخدمات المساندة التي سعى المركز لتوفيرها مثل التخاطب والعلاج الطبيعي لمتابعة حالات المقيدين بالمركز والزيارات المنزلية.. وقد قامت هذه السيدة الفاضلة والمربية الكريمة بالدعم المادي للمشروع بالكامل الذي يتطلب مبلغاً شهرياً لدفع ايجار المنزل ورواتب الموظفين القائمين على هذا المركز وبعد الاقبال الشديد ورغبة أهالي المنطقة الملحة لايجاد موقع آخر يخدم منطقة الجهراء افتتحنا فرعنا الثاني بمنطقة العيون، حيث يعد مركزنا أول مركز متخصص في محافظة الجهراء. 

أما هدفنا ورسالتنا اننا وضعنا نصب أعيننا اعداد كل الطاقات لخدمة ابناء ذوي الاحتياجات الخاصة، بالاعتماد على الله عز وجل في ان يوفقنا في اداء واجبنا على اكمل وجه لبلوغ الرسالة الانسانية والتي تهدف الى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، عن طريق تسخير كل الامكانيات والخبرات لرعايتهم وتأهيلهم واعدادهم لخوض معترك الحياة بشرف محققين بذلك التكافل الاجتماعي، ونحن نسعى لمنحهم الفرصة المناسبة للعمل والذي يتناسب مع قدراتهم ويتفق مع امكانياتهم ويعمل على تواصلهم مع افراد المجتمع.

* ما هي الخدمات التي تقدمونها في المركز؟


الخدمات متنوعة.. منها الاستشارات النفسية من القلق والخجل والمخاوف المرضية والاكتئاب والادمان وغيرها، وكذلك الاستشارات والتدريب في تدني التحصيل الدراسي وصعوبة التعلم والاعاقة العقلية والتوحد وغيرها.

اضافة الى القياس والتشخيص ومنها قياس القدرات العقلية واختبارات شخصية الاختبارات النفسية وغيرها، وكذلك الخدمات التأهيلية العلاجية منها العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي علاج اضطرابات وغيرها، وكذلك الارشاد النفسي الارشاد الفردي والأسري.

* من الداعم الرئيسي للمركز؟
كدعم مادي لا يوجد هناك من يدعمنا، ولكن نحن حاليا نتمنى ذلك بعد الذي عملناه تجاه هذه الفئة وان نجد ان شاء الله يدعمنا في هذا الموضوع.

* ما هي أهدافكم المحددة؟ هل هي فئة دون فئة أخرى او لجميع الفئات؟


في البداية كان الهدف من انشاء المركز ان يكون اول مركز متخصص في منطقة الجهراء ويخدم منطقتي الجهراء وسعد العبدالله، وللعلم ان المعاق في فترة العصر يكون عبء على أهله ونحن دائما نقول اننا لا نريد ان يكون المعاق مهمش ومهمل ولا يكون عبء، وبعد دراسة اجريناها منذ فترة وجدنا ان لا يوجد اي مركز متخصص يقوم في هذه الخدمة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة وكانت الفكرة من هذا المنطلق واول مركز انشا في منطقة سعد العبدالله ووجدنا هناك اقبال وفعلا وجدنا هناك الكثير من العوائل لا يعرفون أين يذهبون بأبنائهم وأقرب مكان من الجهراء الى حولي فيضطر ان يذهب بابنه الى حولي. 

نحن في المركز نستقبل جميع الفئات بعض النظر عن العمر، احيانا المعاق يكون عمره العقلي شيء وعمر الزمني شيء ثاني، فيكون عمره الزمني 24 او 25 سنة ولكن عمره العقلي اربع سنوات، فاستقبل جميع الفئات من التوحد والشلل الرباعي والتخلف الذهبي والاعاقات الشديدة والمتوسطة وبدأنا ان نضع كل اعاقة في مكان معين ونجهز الصف بطريقة معينة ونرفق معها معلم ويكون معلم من ذوي الاحتياجات الخاصة واذا زاد الطلبة عن ثمانية أضفنا معلم مساعد.

* هل لديكم أي مانع في استقبال الحالة مهما يكون عمرها الزمني؟
طبعا ليس لدينا أي مانع في استقبال الحالات، فلدينا حالات تصل اعمارها الى اربعين سنة في مركز سعد العبدالله.

* حسب ما قلتي هناك معاقين عمر العقلي يختلف عن عمره الزمني، من يحدد ذلك في تلك الحالات بالنسبة الى الأعمار؟
لدينا “ستاف” من المستشارين واطباء ومعلمين وهذه تعتمد على المستشار نفسه هو الذي يرى ذلك اضافة الى التقرير الطبي واثبات الاعاقة.

وعندما الطالب يسجل لابد ان نطلب من ولي أمره ان يحضر معه هذه الأشياء واذا لم تكن متوفره لديه نعطيه فترة ان يوفرها واذا لم يوفرها هذه الاشياء نحن لدينا كادر أكفاء يحددون ذلك الشيء.

* هل المنزل الذي فيه مركز نور المعرفة يكفي استيعاب من المتقدمين من الحالات؟
للأمانة المنزل لا يكفي، وحتى الطاقم لا يكفي من ستاف المدرسين والقائمين على خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، فيحتاج الى مجهود وعدد كبير من الطاقم الموجودين ولكن الامكانيات محدودة، ولكن نسعى اللى نقدر عليه.

* هل هناك نية في التوسع او انشاء مركز آخر في منطقة أخرى؟
اذا استمر الوضع بهذه الطريقة فيصعب علينا الأمر، ولكن اذا وجدنا الدعم الذي يجعلنا نستطيع ان نفتتح مركز آخر فليس لدينا أي مشكلة، ونحن ودنا ان نفتح في كل مكان مركز فليس لدينا مشكلة.

* هل هناك تنسيق مع مجلس الأعلى للمعاقين؟
لا، نحن نعمل في الفترة المسائية واكثر الناس ماخذين على انها ترفيه او نادي صيفي، فنحن في الواقع نفتح على طول السنة وهي الفترة المسائية التي نتواجد فيها فلا يوجد هناك اي تنسيق ما بيننا وبين المجلس الأعلى للمعاقين ولكن هناك توجه من الأخت موضي ان تفتح مركز متخصص بالتعاون مع المجلس الأعلى للمعاقين.

* هل العاملين في المركز كافي العدد؟
طبعا لا، والطاقة الاستيعابية للمركز لا تستوعب الاعداد التي تسجل في المركز.

* رواتب العاملين من أين تدفع لهم؟
لدينا طلبة كويتيين يسجلون عندنا فالمبالغ التي تدفع وهي مبالغ رمزية، ونحن نقدم برامج، برامج اكاديمي وعلاجي وخدمات المساندة للتخاطب والعلاج الطبيعي، فعندنا هنا بمبالغ رمزية فأولياء الأمور يدفعون، فنحن نتلقى مبالغ رمزية لأجور الموظفين ودفع الايجارات المترتبة علينا.

* هل لديكم تنظيم لقاءات مفتوحة مع أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة؟
نحن لدينا خطة تربوية نسير عليها وبعد فترة معينة يتم تنظيم لقاء مع أهل ذوي الاحتياجات ويتم فيها مناقشات بالاضافة ان لدينا سجل المتابعة اليومية وباستطاعة ولي الامر يتلقي مع المعلم قبل موعد اللقاء المفتوح.

* هل لديكم أجهزة حاسب آلي او أجهزة أخرى لذوي الاعاقة؟
للاسف ليس لدينا ان نوفر كل طالب حاسب آلي، فأجهزة الحاسب الآلي موجود في الادارة، وتوجد في غرفة الطبيب والاخصائي التخاطب جهاز حاسوب آلي.

* اذا كانت هناك حالة من حالات الاعاقة تسترعي العلاج في الخارج فما هي الخطوات او الاجراءات اللازمة لذلك ومن يتحمل تكاليف العلاج؟
نحن ليس لدينا أي شيء في ما يخص في ذلك الموضوع ولم يحصل اننا اخذنا في هذا الموضوع، نحن نستطيع ان نساعده هنا في المركز بامكانياتنا المحدودة. 

كلمة أخيرة؟
نتمنى الدعم من المؤسسات او الشركات المساهمة او من أعضاء مجلس الأمة وكذلك الأيادي البيضاء من أهالي الكويت التي تحب عمل الخير في الدعم لمثل هذه المراكز التي تكون في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.