كتاب سبر

عصير الإرادة وقنابل الحرية!!

وزارة الداخلية والقوات الخاصة على وجه الخصوص لم تبق لنفسها ولا لمؤيديها رصيدا وعذرا تبرر به أفعالها وحتى عذرها المستهلك وهو حفظ الأمن لم يعد يجدي بعد أن تبين أن هذا العذر مقتصر على تجمعات  الكويتيين البدون فقط!!! 
فالداخلية التي توزع العصير على تجمع ساحة الإرادة الذي شهد مطالبات بالإمارة الدستورية وشتم فيه شيخ ولعن ووصف بالأنثى في حين أنها تلقي على تجمع  الكويتيين البدون  الذي رفعت فيه أعلام  الكويت وصور سمو الأمير قنابل مسيلة الدموع، لا يحق لها أن تبرر ضربها للكويتيين البدون بحفظ الأمن، فلو كانت صادقة في هذا العذر لكان تجمع ساحة الإرادة أولى بالضرب من تجمع ساحة الحرية مع يقيني بأن التجمعين لن يمسا أمن الوطن وهما أحرص عليه من وزارة الداخلية نفسها!!  
فتجمع ساحة الحرية ماهو إلا تجديد عهد وولاء للوطن وتصحيح لمفاهيم خاطئة اقتصرت المواطنة على من يحمل الجنسية فقط وتذكير للقلوب والضمائر الحية بأن هناك شريحة من المجتمع لازالت تأمل باسترجاع حقوقها المسلوبة منذ نصف قرن!!! 
وكان الأفضل لوزارة الداخلية ترك الكويتيين البدون يعبرون عن مظلوميتهم بشكل سلمي وحضاري بدلا من أن تستثير غضبهم وتقضي على ما تبقى من صبرهم وتدخل نفسها في متاهات لا تستطيع الخروج منها!!!. 
ولتعلم وزارة الداخلية بأن لغة الضرب لا ترهب القلوب التي امتلأت إيمانا بمشروعية حقوقها وأيقنت أن الصبر والصمت لم يزيدا قضيتها على مدار ستين عاما إلا تعقيدا، وأن الحل الوحيد لقضيتها هو المطالبة بشتى الطرق المشروعة والسلمية والاستمرار في المطالبة دون توقف أو عقد هدنة جديدة مع الحكومة التي لم تستفد من صبرهم عليها كل هذه المدة وتسعى لتجنيس من اعترفت باستحقاقهم لتفتح آفاق أمل جديدة لغيرهم، ولكن الحكومة كعادتها أتت لتزيد القضية تعقيدا وتدفع بها نحو الأسوأ وتزيد الطينة (بلتين وليست بلة واحدة فقط)!!!!!. 
أما النواب الذين أصيبوا بالصمم إزاء تصرفات الداخلية في ساحة الحرية وهم الذين أزعجونا بخطبهم وشعاراتهم ودفاعهم عن كرامة الإنسان فلابد أن يكون للأحرار وقفة جادة وصارمة معهم ليعلموا أن تناقضاتهم لم تعد تنطلي علينا وأن الضحك على الذقون بالكلام المعسول لم يعد يجدي مع الشباب الذي يريد ممثلين له وليس عليه!!!!.